Wednesday 07/05/2014 Issue 15196 الاربعاء 08 رجب 1435 العدد
07-05-2014

المليك وسابك والشفافية

أفردت الصفحات الأول للصحف السعودية المحلية الأحد الماضي ما قد وجَّه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- حين شكر وقدر للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) حسن صنيعها، إثر تلقيها الإشادة والتقدير من المنظمة الدولية للشفافية؛ وذلك نظير الجهود التي بذلتها في ميدان الشفافية وإجراءات مكافحة الفساد. لقد سطر المليك - حفظه الله - لسابك كلمات من ذهب ونزاهة، وفيها شكره - حفظه الله - لصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة وللعاملين معه على ما قد قاموا به من جهود وما تحقق من إنجاز. ولا شك أن مثل هذا التقدير من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هو دليل على حرصه - نصره الله - على موضوع الشفافية، والتأكيد على الأخذ بالإجراءات السليمة في مكافحة الفساد.

في عهد المليك، ومن عقل المليك، ومن روح المليك - حفظه الله - تتدفق الإنجازات والقرارات، بتوجيه منه - حفظه الله - واحدة بعد الأخرى، وجميعها تصب في مسيرة هذا الوطن الكبير.

في عهده الميمون خرج للوطن الإصلاح الإداري، الذي ترأسه الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - وخرجت إلى الوطن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، التي تقوم هي الأخرى بجهود ملموسة، بدعم من خادم الحرمين الشريفين، لحماية النزاهة ومكافحة الفساد. فما تحقق لسابك لا يمكن أن يمر دون وقفة تاريخية لهذه المؤسسة الوطنية المتميزة.

وسمو الأمير المهندس سعود شخص غني عن التعريف، وعرف عنه العمل بحكمة وصمت لتحقيق مبدأ الشفافية، وتنفيذ إجراءات مكافحة الفساد.

فالمتابع للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد يدرك مسؤولية القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة على أنها شريك مع الهيئة في مكافحة الفساد، والأخذ بمبدأ الشفافية. ومثل هذا النجاح يؤكد للجميع أهمية أن تأخذ جميع مؤسسات الدولة السعي في تحقيق ما جاءت به الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد من أهداف، وهذا لا يعني أن هناك جهات لا تعمل في هذا الاتجاه. وعلى سبيل المثال، وزارة الحرس الوطني، التي تقوم مشكورة بدور في هذا الشأن؛ إذ حرصت في الشراكة مع الهيئة، وتجسد ذلك في تبني الحرس الوطني بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، وزير الحرس الوطني، ومن خلال مهرجان الجنادرية رقم (28)، الأطروحة التي تقدم بها رئيس الهيئة حول: الفساد الإداري والمالي.. والتنمية المستدامة في الوطن العربي (23/ 5/ 1434هـ)، وكان لها ردود إيجابية ملموسة. وفي بداية العام الحالي، وضع مهرجان الجنادرية رقم (29) لرئيس الهيئة ونائبيه حواراً مفتوحاً، بحضور الكثيرين من العلماء والأدباء والمفكرين من خارج وداخل المملكة، حول الهيئة: المنجزات والمعوقات، بتاريخ (13/ 4/ 1435هـ). هذا الواقع يجب ألا يغيب عن التذكير، ليؤكد أن الخوف من الله ثم الامتثال لتوجيه حاكم البلاد، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يجب أن يستمر، وأن يوقظ كل غارق في فساده؛ عسى وعسى أن يتحرك ضميره، وقبل ذلك فطرته الطبيعية؛ حتى يبعد نفسه عن الفساد وإفساد الآخرين، والعمل على تحقيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.

فالخلل كما يؤكده الكثيرون ليس في الأنظمة والقوانين والنصوص، لكنه في الإدارات والمجتمعات والنفوس. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {... وابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّه الدَّارَ الْآَخِرَة وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّه إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّه لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}. [القصص: 77].

فهنيئاً لسابك بهذه اللفتة الحانية من خادم الحرمين الشريفين، وهنيئاً للوطن بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعمه للشفافية، وفي مكافحته للفساد الإداري والمالي.

أستاذ الإعلام المساعد/ كلية الملك خالد العسكرية

مقالات أخرى للكاتب