Thursday 08/05/2014 Issue 15197 الخميس 09 رجب 1435 العدد
08-05-2014

زدنا أمناً وسلاما..

مذ استيقظت الرياض على أول انهيار بناء، وسقوط قتيل، ووقوع جناة،

والكل يعلم أن هناك نوايا بالوطن..،

الناس تنام وتستيظ، تغدو وتؤوب، تسهر وتسافر، تعمل وتلهو.. إلا أولئك..

على البوابات، وخلف الجدر، وتحت المسام لهذا الوطن العريض..،

لهذا الوطن ذي السماء المشعة بالتكبير، والأرض المخضرة بالطيبة..، والسخاء،..

مذ ذاك والعين يقْظةٌ، والحذر جَبهةٌ، والدأب أمنٌ يحذو بهمة،

فأولئك لا ينامون..، لا يغفلون، لا يتهاونون,..

مرابطون لا تأخذهم غفلة،.. ولا تنسرب من بين أيديهم مكيدة..

لذا يفاجئوننا دوماً بمن يحارب هذا الوطن بالتهريب تارة مخدرات، وأخرى أسلحة..، وثالثة بضائع مغشوشة، وأدوية نافدة الصلاحية، وأغذية مضرة بالصحة..، أو في تشكيل عصابات سرقة، وترويج، وفساد..، وفوضى..

بوسائل ومؤثّرات مختلفة، وبسبل متنوّعة من تأثير فكري، وإضعاف عقدي، وإغواء طائفي، وخلاف مذهبي..، وتجييش نفسي..، وتحريض عنصري.. إلى كل ما يطرأ ومنه ما ظهر في الاشتغال على الفرقة بين الأنساب، والقبائل، والطبقات.. وإشعال مواطن الضعف في المرأة، والناشئة، والجهلة، والسذج.. ومختلفي الفكر, والثقافة، والخبرات..

مذ ذاك والوسائل المختلفة للعابثين يكشفها اليقظون، الذين لم ينسوا أول إسفين غرز في خاصرة الوطن وما غفلوا عن كل ذلك المكنون ضد الوطن..

المحزن أن المرأة رمز المحضن، ومهد الرحمة، وبوتقة التنشئة، وحارسة الفضيلة، والجانب الآمن في ثقافة الوطن أن تُشغل في هذه الحرب إما بالتقنع بخمارها، والارتكان إلى موقع الثقة فيها، وإما بالتأثير فيها فزجها شرارة في هذه النار.. وخميرة في عجينتها..

والأكيد أن كل عملية إحاطة، فإحباط لمريدي الشر بهذا الوطن هي بناء دعامات الثقة في حراسته..،

وفي اليقين بأن رب الكون يحمي سماءه وهي تتضوع بأنفاس العابدين الراكعين الساجدين، المقيمي صلاتهم،..

ويقرُّ أرضه الشامخة فيها منابر النداء إليه، المشرعة فوقها مساجده المتجه إليها السعاةُ إليه خمسا..

ولن يخيب سعيهم، وسيمكِّن وعيهم..

ستظله حماية الله،.. وسيبقى في حفظه تعالى..

يبقى دور الفرد، فلا يهوى،..

فهو الراعي فلا يتقاعس،..

وهو العضد فلا يتهاون،..

وهو الهدف فلا يغفل..

ذلك الإيمان..،

وهو هذا الواجب..، وهي يقينا هي الأمانة..و...

التحية صادقة لأولئك اليقظين على بواباته..، الخلَّص في شأن أمنه، وحمايته..

فاللهم زدنا أماناً، وسلاما..

واهدِ القلوب، واشفِ الصدور، ونوِّرِ العقول..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب