Saturday 10/05/2014 Issue 15199 السبت 11 رجب 1435 العدد
10-05-2014

عندما تكون المرأة إرهابية!!

في الأسبوع الماضي أعلنت وزارة الداخلية ضبط 62 عنصراً من تنظيم إرهابي جديد يتعامل مع «تنظيم داعش الإرهابي السوري « ومن بينهما امرأتان سعوديتان هما «مي الطلق وأمينة الراشد» في محاولة فاشلة منهما للهرب من البلاد على الحدود السعودية اليمنية، وبصحبتهما ستة من الأطفال مع المهربين اليمنيين، وبجهود من رجال حرس الحدود أحبطت تلك المحاولة في منطقة شديدة الوعورة ! الطلق والراشد كان في حوزتهما مبالغ مالية وكمية من الذهب والمجوهرات، وقد شاركتا في تنفيذ عدد من التجمعات سابقاً في مدينة بريدة وتم توقيفهما، وتدخل عدد من وجهاء المنطقة لدى وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف للتشفع لهما، وكعادته رحمة بالنساء أمر بإطلاق سراحهما وأخذ التعهدات عليهما بعدم تكرار التجمعات المخالفة للأنظمة! إلا أنهما عادتا للتخطيط للهروب خارج البلاد، بالرغم من الاحتياطات الأمنية، وجهود وزارة الداخلية من خلال « لجنة المناصحة» التي لا يمكن تعطي نتائج إيجابية في عملية إعادة المغرر بهم، كما صرّح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، خاصة أن بعض المقبوض عليهم كانوا من مطلقي السراح وتمت مناصحتهم ! لذلك فإن التنظيم الإرهابي مستمر في خططه الإجرامية، وتمكن سابقاً من تهريب « أروى بغدادي وريما الجريش» حيث قامت الأخيرة أيضاً بإرسال ابنها للقتال في سوريا، ومن خلال هذه الأحداث المحزنة التي تتجاوز أهداف التنظيم ومساعيه لزعزعة أمن البلاد، وتمتد إلى تمكن التنظيم للوصول للنساء بالرغم من الخصوصية التي دائماً نتعلل بأنها تحيط بالمرأة السعودية، وأن تواصلها مع الجهات الخارجية محفوفاً بالعراقيل، إلى غيره من الانطباعات عن وضعها الاجتماعي والأسري الذي يعيق حركتها الداخلية والخارجية ! لكن هذه الأحداث تقدم لنا نموذجاً جديداً من النساء لدينا مختفيات وراء مواقع التواصل الاجتماعي يستجدين العطف ويتسببن في الدمار لأنفسهن ولأسرهن لتأثرهن بفكر أزواج متطرفين، أو صديقات متطرفات! أو نموذجاً منهن مختفيات وراء عباءات التسول وجمع الصدقات والتبرعات للأسر المحتاجة، إلى غيرها من النماذج المسيئة لدورالمرأة الحقيقي في تماسك الأسرة، ودور كثير منهن في تماسك المجتمع واستقراره وعدم الانجراف وراء الأفكار الضالة التي تحيط بهن من أزواجهن ويمتد ضلالها لأبنائهن فيدفعون بهم للقتال الانتحاري!

إن أخطر التغيرات الاجتماعية والأمنية على بلادنا الآمنة في وقتنا الراهن بعد هذه الأحداث المؤلمة، عندما تكون المرأة ذات فكر تطرفي «إرهابي - إجرامي» لأنها ماذا ستقدم لبلادها خاصة إذا كانت «أم»؟! فالأم أعظم مدرسة للأجيال، فإذا كان منهجها ضالاً وقتالياً ورافضاً، ماهو الإنتاج الذي ستقدمه لبلادها؟! ولابد أن نعترف أيضاً بأن الملتقيات الدعوية النسائية التي تركز على تماسك الأسرة من خلال نسائها، بعيدة عن هذا النموذج الخطير من النساء، وفشلت في الوصول إليه واستقطابها واحتواء عدوانيتها الدينية المتطرفة وتوجيهها لما يخدم بلادها ! وإن مراكز المناصحة فشلت في احتوائهن أيضاً بالرغم من قلة عددهن لكن خطورتهن تمتد لجيل ينشأ ويتشبع بأفكارهن الضالة، ولابد من حماية المجتمع منهن!

moudyahrani@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب