Monday 12/05/2014 Issue 15201 الأثنين 13 رجب 1435 العدد
12-05-2014

داعش الشيطان الإرهابي الجديد

كَنَبْتٍ شيطاني، بدأ تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» داعش يتمددد، فلم يعد قاصراً على العراق والشام، بل يطمح من أنشأوه إلى أن يتمدد إلى دول أخرى، وقد وجهت أجهزة الأمن السعودية ضربة قاسمة لهذا التنظيم حينما كشفت «براعمه التنظيمية» قبل أن تستفحل، وأسقطت بضربة محكمة بأي تفكير بإعادة إنشاء وإقامة الخلايا الإرهابية في أراضي المملكة، أيّ كانت اتجاهاته الفكرية والتنظيمية.

ورغم هذه الضربة القوية التي وجهتها الأجهزة الأمنية السعودية لتنظيم داعش والقاعدة وهدم أحلامهم الإرهابية في إعادة تنظيم القاعدة الإرهابية في المملكة، إلا أن اليقظة والحذر ومراقبة أصحاب العقول المريضة ومعتنقي الفكر الضال تتطلب منا جميعاً أن نكون حذرين، وأن نفتح باب الحوار مع أبنائنا وشبابنا لإيضاح خطورة مثل هذه المنظمات الشريرة، ولا بد من تذكير أبنائنا بتاريخ وأفعال هذه المنظمات الإرهابية. فداعش الذي ينشط أعضاؤه في العراق وسورية ارتكب العديد من الجرائم والموبقات، ليظهر على حقيقته كتنظيم شرير إرهابي لإضعاف القوى الإسلامية الحقيقية، فهذا التنظيم يستهدف أبناء المكون السني فقط في المحافظات العراقية، ويمهد الطريق بأفعاله لجيش السلطة لقتل المسلمين في الفلوجة والرمادي وصلاح الدين وديالى والآن في الموصل.

أما في سورية فتاريخ وبدايات إنشاء هذا التنظيم تكشف -وإلى حدٍ كبير- دوره التخريبي لإجهاض الثورة السورية، إذ تخصص في مواجهة الثوار بافتعال المعارك معهم، وبعد أن اختلفا على اقتسام الغنائم ومواقع النفوذ اشتبك مع التنظيم الإرهابي الآخر «النصرة» ليتضرر السوريون من معارك النفوذ هذه، وتشهد محافظة دير الزور معارك ضارية بين عناصر التنظيمين دفعت بسكان المدينة وأجزاء من ريفها من الفرار من مدينتهم ومنازلهم خوفاً على حياتهمـ إذ تم هروب قرابة المئة ألف مواطن.

المعارك بين التنظيمين الإرهابيين ليست جديدة أو وليدة اليوم، فمنذ دانت للثوار السيطرة على محافظة دير الزور، عملت داعش ونافستها النصرة على محاولة السيطرة على المحافظة، ودارت معارك ضارية أدت إلى سقوط قتلى عديدين من الجانبين آخرها 230 شخصاً في عشرة أيام الأخيرة، منهم 140 من مقاتلي النصرة بعضهم أعدمتهم داعش.

تنظيمان يدعيان الإلتزام بـ«الجهاد الإسلامي» ومع هذا يقتل بعضهم بعضاً من أجل النفوذ والسيطرة وجني الغنائم، ومع هذا يدَّعون الفضيلة ويغرون أبنائنا وشباب الأمة الإسلامية للتورط في قتال يخدم أجندات أعداء الإسلام.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب