Monday 12/05/2014 Issue 15201 الأثنين 13 رجب 1435 العدد

الشركات المتوسطة لن تتحمّل أيّ خلل في عملياتها

بقلم - روبرت شير:

تحلم شركات متوسطة كثيرة بالانضمام إلى مؤشر «فورتشن 500». ولكنها لا تفكر بما فيه الكفاية في احتمال حصول انهيار في العمليات - وفي الشوائب التكنولوجية، وفي غيرها من المشاكل التي قد تسبّب خروجها من قطاع الأعمال، فتُظهر بمعظمها بالنتيجة عدم استعداد لمواجهة المشاكل الآنفة الذكر. في سياق العمل على أبحاثي، وتجربتي في مجال الاستشارات، وخبرتي على امتداد أكثر من 20 عاماً كرئيس تنفيذي لشركة متوسطة، رصدتُ أربعة أدلة تنذر بانهيار قريب للعمليات في شركة متوسطة:

- ثقافة هيمنة في مجال المبيعات: في الشركات المتوسطة، لا وجود للطلبات التي يكون تنفيذها مستحيلاً، ما يؤدّي إلى فوضى في وظيفتي الإنتاج والتوزيع، علماً بأنّ الشركات المتوسّطة لا تحاكي بموازنتها شركات مؤشر «فورتشن 500»، القادرة على تعديل المنتجات تحت الطلب لكل عميل يطلب معاملة خاصّة. وفي سبيل معادلة ثقافة الهيمنة في مجال المبيعات، تحتاج الشركات المتوسطة إلى مسؤول تنفيذي يحبّ العمليات ويكره المخاطرة والارتباك.

- بنية تحتية بائدة مادياً أو في مجال تكنولوجيا المعلومات: غالباً ما تتجنب الشركات المتوسطة الاستثمار في تجديد بنيتها التحتية، وتفضّل بدلاً من ذلك التركيز على أمور تسمح بتحسين خط أعمالها الرئيسي، فتكرّس اهتمامها مثلاً للبحث والتطوير. ولكن إن لم تُقدِم شركة متوسطة على الاستثمارات الصحيحة عندما تكون ضرورية، سيتأثر خط أعمالها الرئيسي سلباً. ويشار إلى أنّ أفضل الشركات المتوسطة تنجح في تجنّب ذلك بفضل دورات تحديد موازنة فصلية أو نصف سنوية، مع الإشارة إلى أنّ إطاراً زمنياً أقصر يسمح بتوقّع احتياجاتها على الأمد القصير، ما يمنح المسؤولين التنفيذيين فرصة أفضل لملء الثغور.

- افتقار لمهارات أساسية: تتزايد المهارات التي تحتاج إليها الشركات المتوسطة اليوم تزايداً سريعاً - وهي مهارات لم تكن ضرورية عندما تأسست الشركات المذكورة. ويفرض ذلك استقدام خبراء مطّلعين على مجالات محدّدة ليست الشركات الصغيرة بحاجة إليها، ومتوافرة أصلاً في الشركات الكبيرة، علماً بأنّ أفضل الشركات المتوسطة تعهد وظيفة التوظيف والتدريب إلى قسم الموارد البشرية (الذي قد يكون تطويره ضرورياً)، ما يخوّل رؤساء الأقسام التركيز على نشاطاتهم اليومية.

- الاتكال المفرط على قلّة من كبار العملاء: غالباً ما يُبدي رؤساء الشركات المتوسطة تردداً حيال توظيف أموال طائلة في أي بنية عمليات أو تكنولوجيا معلومات ليست ملحّة لضمان استمراريّة أعمالهم مع كبار العملاء. ولكن في حال كانت أنظمة المحاسبة، والتصنيع، والتوزيع غير ملائمة على الإطلاق، فلا شك في أن هذه السلبيات ستنعكس على الشركة عما قريب، علماً بأن تطوير بنية تحتية للعمليات يزيد الاحتمال بأن تبقي الشركة على العملاء الكبار لديها - وتستقطب عملاء جدداً.

- (يدير روبرت شير شركة «سي إي أو تو سي إي أو» الاستشارية التي تضم رؤساء تنفيذيين قدامى وتعمل على تحسين البنية التحتية للقيادة في الشركات المتوسطة الساعية لتحسين أدائها. وسيصدر كتابه، بعنوان «الشركة المتوسطة النافذة: كيف يتخطى القادة سبعة عوامل تقضي بصمت على النمو» في فصل الخريف القادم).

موضوعات أخرى