Tuesday 13/05/2014 Issue 15202 الثلاثاء 14 رجب 1435 العدد
13-05-2014

شوارعنا والمطبّات الصناعية

الرياض تحتوي على كمٍ هائل من المطبات الصناعية، لا أظن أنّ هناك مدينة أخرى تنافسها في كمياتها المهولة . المطب الصناعي وظيفته كبح جماح سرعة سائقي السيارات . والسؤال: هل المطب الصناعي أو المفتعل يعتبر عائقاً مُعتمداً للسرعة في طرقات الدول المتقدمة، ويلجأ إليه مخططو الطرق وخبراء المرور لمواجهة السرعة المتهورة؟

الجواب: نعم؛ ولكن لها مواصفات ومعايير دقيقة، كما أنّ لمواقعها شروطاً محددة من أجل أن تؤدي أغراضها بشكل إيجابي،

يقول المتخصصون: يجب ألاّ يتجاوز نتوء المطب الصناعي خمسة عشر سنتيمتراً إلى عشرين سنتيمتراً عن مستوى الشارع على أكثر تقدير، وأن يتناسب ارتفاعه مع امتداده على الطريق، فكلما زاد الارتفاع زاد العرض أكثر، وينحني بشكل مقوس وسلس بحيث تستطيع العربة غير المسرعة أن تتجاوزه دون أن يضر بها، وأن يكون ملوناً بألوان فاقعة كالأبيض والأصفر مثلاً، وأن تُوضع إشارة تحذيرية قبله بمسافة كافية، وأن لا يسبق المطب أو يأتي بعده حفرة، وأن تكون استخداماتها في نطاق ضيق ومحدود؛ مثلاً: عند مداخل المستشفيات أو الجوامع أو المدارس أو الحدائق أو الأسواق التي تمر بها شوارع السيارات، وتكتظ بالمشاة.

ومن يعيش في الرياض، بل وفي أغلب مدن المملكة وقراها، يعرف أنّ شوارعنا ومطباتها الصناعية في جانب والمواصفات المعيارية للمطبات الصناعية في جانب آخر، فبعضها أشبه (بالعقوم) التي يُحدد بها أصحاب الأراضي أراضيهم، كما أنها في غاية القبح وكأنها وضعت لتزيد إسفلت شوارعنا المنهك والمهترئ قبحاً، ومواقعها حسبما اتفق؛ حتى تظن أنّ من وضعها كان يتعمّد أن (يختل) قائد السيارة، ويُفاجئه، وكأنه يتقصّد أن يوقع به؛ وفي الغالب لا يستطيع سائق السيارة مهما كان ماهراً في القيادة أن يتفاداها إلاّ بصعوبة، خاصة إذا كان الطريق جديداً عليه، كما أنّ أغلبها لفُجائيتها أو لعلوها غير المعقول قد تؤدي إلى حوادث مرورية في حين أنها وُضعت لتحد منها؛ فضلاً عن أنها مزعجة لسكان الأحياء، بسبب صوت الكفرات عندما يفرمل أصحاب السيارات أمامها لأنها بلا لوحات تحذيرية.

مدينة (العين) الإماراتية اعتمدت مؤخراً - كما جاء في جريدة (الخليج) - شكلاً جديداً ومبتكراً من المطبات الصناعية، شكلها مقبول، وتؤدي الغرض الذي وُضعت من أجله، وهي المطبات الصناعية من المطاط المقوى والمرن - (نفس مادة كفرات السيارات) - هذا النوع المبتكر والعملي يسهل تركيبه عند الحاجة، كما يسهل إزالته بسرعة إذا تطلب الأمر، واستخدامها مرة أخرى في مواقع أخرى؛ ومن أهم مميزات هذا النوع المبتكر أنها لا تترك آثاراً أو ندوباً على الطرقات بعد الإزالة، ويمكن أن تُستخدم بشكل مؤقت، وفي مناسبات معينة، أو طارئة، وعند نهاية المناسبة، يجري تفكيكها ليتم استخدامها ثانية. كما أنّ هذا النوع من المطبات يُمكن تصنيعه محلياً باستخدام الكفرات التالفة، ومُجمل تكاليفها أقل من المطبات الإسفلتية التقليدية، وتُحدد البلدية مع المرور مواصفاتها وشروط مواقعها بدقة.

المهم .. شوارعنا (المنهكة) ومطباتها، خاصة داخل الأحياء، أصبحت عاملاً من عوامل تشويه المدينة، وظاهرة مزعجة، ومطباتها كثيرة إلى درجة غير معقولة، حتى أصبحت هذه المطبات - للأسف - مَعلماً من معالم مدينة الرياض، يتندّر عليها زوّارها!

فهل ستجد هذه المطبات حلاً عاجلا؟.. هذا ما ننتظر أمانة بلدية مدينة الرياض أن تُجيبنا عليه.

إلى اللقاء..

مقالات أخرى للكاتب