Tuesday 13/05/2014 Issue 15202 الثلاثاء 14 رجب 1435 العدد

محافظة الطائف وجهة سياحة من الطراز الأول تعزز السياحة الداخلية والعربية

استغلال الأماكن الأثرية والمناظر الطبيعية عامل مهم لتنشيط السياحة الداخلية

الطائف - هلال الثبيتي:

تعتبر السياحة من أكثر الصناعات نمواً في العالم، فقد أصبحت اليوم من أهم القطاعات في التجارة المحلية والدولية، فإن السياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات، وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة، وهدفاً لتحقيق برامج التنمية.

ومن منظور اجتماعي وحضاري، فإن السياحة حركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للإنسان؛ بمعنى أنها رسالة حضارية وجسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية للأمم والشعوب، ومحصلة طبيعية لتطور المجتمعات السياحية وارتفاع مستوى معيشة الفرد.

ومحافظة الطائف تعتبر وجهة سياحة من الطراز الأول الذي يخدم السياحة الداخلية والعربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي وذلك لما تحتويه من أماكن ومعالم أثرية إسلامية وتاريخية مثل مسجد عبدالله بن العباس ومسجد عداس وسد معاوية وسد السملقي وحصن بديوي الوقداني وقرية الكلادا وبيت الكاتب وقربها جغرافيا من مكة المكرمة بالإضافة إلى أن السياحة في الطائف عامل جاذب للسياح وتلبية رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية المختلفة والتعرف على تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية، بالإضافة إلى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها.

ويرى عدد من رجال الأعمال والتربية والتعليم أن السياحة يجب أن تكون عنصرا أساسيا لجذب السائح واستغلال الأماكن الأثرية والطبيعية في تنشيط السياحة والتعريف أكثر بمناطق المملكة مما يكون له الأثر الإيجابي على صعيد الاستثمار.

التخطيط السياحي مطلب استثماري

في البداية قال مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف الدكتور محمد حسن الشمراني إن السياحة أضحت أمرا مهما في حياتنا وأصبح هناك العديد من الدول العربية والغربية تعتمد كثيرا على العائد السياحي وبلادنا والحمد لله تتمتع بكثير من المزايا الإسلامية والتراثية ومحافظة الطائف حباها الله بجمال المناخ والطبيعة والكثير من الأماكن التاريخية والأثرية.

وعندما نفكر في استثمار مثل هذه الأماكن والاستفادة منها يجب تضافر كافة الجهود من كافة القطاعات لكي يصبح الاستثمار ناجحا وخاصة رجال الأعمال الذين يتخوفون من الاستثمار في مثل هذه المجالات السياحية.

وأشار الشمراني إلى تداخل النشاطات السياحية مع العديد من المجالات، وأن المكونات الأساسية للسياحة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي عملية تخطيط هي عوامل وعناصر جذب الزوار تتضمن العناصر الطبيعية مثل المناخ والتضاريس والغابات والمحميات، والدوافع البشرية مثل المواقع التاريخية والحضارية والأثرية والدينية ومدن الملاهي والألعاب وخدمات الإيواء والضيافة: مثل الفنادق وبيوت الضيافة والمطاعم والاستراحات.

وخدمات مختلفة أخرى: مثل مراكز المعلومات السياحية ووكالات السياحة والسفر، ومراكز صناعة وبيع الحرف اليدوية والبنوك والمراكز الطبية والبريد والشرطة إضافة إلى خدمات النقل التي تشمل وسائل النقل، على اختلاف أنواعها.

ولتحقيق التنمية السياحية، هناك بعض المبادئ والأنظمة الأخرى التي لاقت نجاحاً في التوافق بين رغبات ونشاطات السياح من جهة وحماية الموارد البيئية والاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى، وذلك بهدف تطبيقها وهي: وجود مراكز دخول في المواقع السياحية لتنظيم حركة السياح وتزويدهم بالمعلومات الضرورية. وضرورة توفير مراكز للزوار تقدم معلومات شاملة عن المواقع، وإعطاء بعض الإرشادات الضرورية حول كيفية التعامل مع الموقع، وضرورة وجود قوانين وأنظمة تضمن السيطرة على أعداد السياح الوافدين وتأمينهم بالخدمات والمعلومات وتوفير الأمن والحماية بدون إحداث أي أضرار بالبيئة. وضرورة وجود إدارة سليمة للموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة، يمكنها أن تحافظ على هذه المكتنزات للأجيال القادمة من خلال عناصر مدربة والتوعية والتثقيف البيئي من خلال توعية السكان المحليين أولاً بأهمية البيئة والمحافظة عليها، فكثيراً ما نلاحظ أن السكان المحليين هم الذين يسعون إلى تخريب وتدمير بيئتهم لأسباب مادية، ولكن هؤلاء لا يعرفون أنهم يدمرون قوتهم ومستقبل أولادهم من خلال هذا التخريب، ولذلك يجب التركيز على التوعية والتثقيف البيئي للسكان المحليين وللعاملين في الموقع، مع الحرص على وجود اللوحات الإرشادية التي تؤكد على أهمية ذلك. وتحديد القدرة الاستيعابية للمكان السياحي، بحيث يحدد أعداد السياح الوافدين للمنطقة السياحية بدون ازدحام واكتظاظ، حتى لا يؤثر ذلك على البيئة الطبيعية والاجتماعية من جهة وعلى السياح من جهة أخرى فيرون بيئة جاذبة توفر لهم الخدمات والأنشطة.

الطائف سياحة وتأريخ

وأكد المشرف التربوي بتعليم الطائف دخيل الله بن علي الخديدي أن للطائف في تأريخنا الإسلامي والعربي مكانةً عظيمة كيف لا وهو بوابة مكة وكانت العرب تهل منه بالحج بعد الانتهاء من سوق عكاظ وكان أهل الجاهلية يتخذونه مصيفاً لمكة والعصر الأموي وما بعده وقال النميري الثقفي: تشتو بمكة نعمةٌ... ومصيفها بالطائف

وأضاف من العصور الأولى حتى عصرنا الحاضر والطائف تزهو بجمال طبيعتها ورقة نسيمها وجلال مآثرها كيف لا وهي تتربع على غزوان تعانق السماء وتتلقف النسيم العذب وتغرد في جنبات بساتينها البلابل .. والسائح والزائر للطائف يسعد لروعة جبالها وخضرة أوديتها وقال معاوية رضي الله عنه: (أغبط الناس عيشاً عبدي أو قال مولاي سعد) كان يلي أمواله بالحجاز يتربع بجدة ويتقيظ بالطائف ويشتو بمكة.

* وبين أن الأثر في اللغة بقية الشيء وقيل العلامة الدالة على الشيء, والعرب تقول أثر بعد عين

وقال طرفة بن العبد:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

وقد وقف كثير من الشعراء على الآثار يبكون أحبتهم ويتذكرون منازلهم وسابق حياتهم

يقول النابغة الذبياني:

استعجمت دار نعم ما تكلمنا

والدار لو كلمتنا ذات أخبار

ويقول تقي الدين بن أبي اليسر:

أضحى لِعطف البِلى في ربعه أثر

وللدموع على الآثار آثار

ويقول الله تعالى {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ } (26) سورة السجدة الآية

* وأكد أن السياحة وردت في معجم مقاييس اللغة ساح يسيح سياحة وسيوحا أي ذهب والسياحة الذهاب في الأرض للعبادة.

وفي المعجم الوسيط: السياحة التنقل من بلد إلى بلد طلباً للتنزه أو الاستطلاع والكشف قال تعالى: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} (2) سورة التوبة

قال معن بن أوس المزني:

وفي الناس إن رثت حبالك واصل

وفي الأرض عن دار القلى متحول

وأضاف الخديدي في هذه البلاد الكريمة وفي وطني المعطاء يتهيأ للسياحة والآثار كل ما يضفي على الجمال جمالاً وعلى الروعة رونقاً واكتمالا. تكثر الآثار العظيمة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ وينعم السائح المتأمل بالجو والمتعة ولذلك آثرت وأقترح عمل لوحتين عند كل أثر. الأولى / تخص الأثر نفسه ( مسماه – نوعه – تأريخ بنائه وما حصل عليه من تجديد).

الثانية / تكون موحدة عند جميع الآثار وتحمل جدولين الأول منهما يُسمي جميع الآثار بالمحافظة والثاني يتعلق بأيام الزيارات كأن يكون يوم السبت والأحد للمساجد والاثنين والثلاثاء للقلاع والحصون والأربعاء والخميس للسدود وبقية المواقع الأثرية والثقافية.

وأن يكون عند كل أثر صاحب ثقافة تاريخية يصحبه بعض طلاب الكشافة لإرشاد السائح وللمحافظة على الأثر من العبث. وتجدر الإشارة إلى أن عمل سجل زيارة لكبار الزوار والمثقفين وأصحاب الرأي من الأهمية بمكان لإبداء الرأي والمقترح للاستنارة والتطوير.

وقال ختاماً يسعدني أن أبارك وأهنئ وأرحب بسمو أمير منطقة مكة المكرمة وأن يحمل قلمي شكراً عاطراً كعطر ورد الهدا والشفا لمعالي محافظ الطائف فهد بن معمر المتابع المتواضع والعامل في صمت..

دعم البنوك المحلية

وقال المشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف الأستاذ سعود العبادي إن الاستثمار السياحي في الأماكن الأثرية على أهمية كبيرة من تطوير الحركة السياحية في محافظة الطائف وفي المناشط السياحية ويجب البحث عن الجديد والمفيد فيما يهم السائح من مختلف الأعمار للجنسين, خاصة القطاع الخاص عليه مسؤولية العناية بالسياحة من خلال الاهتمام بالمرافق العامة في المناطق السياحية.

وأضاف العبادي أن المخاطر العالية التي يخلفها جهاز السياحة في أي دولة في العالم سبب رئيس في تدني الدعم لها من مختلف الجهات في القطاع الخاص وعدم قابلية الشركات لخوض تجارب في الاستثمار سياحيا.

مشيرا إلى أن معظم الدول على مستوى العالم تعتمد على السياحة بصورة أساسية كمصدر دخل كبير جداً قام عليه العديد من الدول من خلال الاهتمام بكافة التفاصيل الدقيقة التي تهم السائح في المقام الأول للربح العالي الذي تجنيه تلك الدول جراء الاهتمام بالسياحة.

وقال إن البنوك المحلية دائماً تمتنع عن إقراض المشاريع السياحية لأسباب عديدة لعل في مقدمتها أنها قطاع غير مستقر في أدائه على المستوى العام ونسبة مخاطره عالية. مشددا على أهمية وجود خطة مستقبلية ممتدة لأكثر من عشر سنوات من أجل العمل على البنية التحتية في محافظة الطائف وكل مناطق المملكة التي تصنف على أنها سياحية.

تعاون الجهات المعنية

وأكد رجل الأعمال عايض بن سعد أن قطاع السياحة من أهم القطاعات الاستثمارية ويعد مصدراً أساسيا للدخل من قطاع الصادرات غير المنظورة.

كما يلعب النشاط السياحي دوراً هاماً ومؤثراً في تنشيط اقتصاديات دول كثيرة، ويمثل رافداً قوياً ومصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي.

وللاستثمار السياحي أثر كبير على النشاط الاقتصادي من عدة وجوه، فهو من أكثر القطاعات جذباً للاستثمارات المباشرة، ويؤثر بشكل إيجابي على تطوير الخدمات العامة كوسائل النقل والاتصالات وغيرها ما يحرك عجلة التنمية وينشرها في مختلف المناطق.

وأضاف أن نمو القطاع السياحي يؤدي إلى زيادة فرص العمل وفتح المجال أمام تطور مهن جديدة. كما يؤدي إلى رفع درجة التكامل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وشدد على ضرورة البحث عن عنصر الإبداع والمفاجأة من خلال الابتكار الجديد والمختلف في المشاريع السياحية لكي تكون لها قابلية من خلال الزائرين أيا كانت جنسياتهم أو أفكارهم.

بالإضافة إلى العناية الكبيرة بتقديم الحوافز للشركات والمؤسسات السياحية التي تريد الدخول في هذا المجال من أجل اكتسابهم وجلهم ينخرطون في المجال السياحي بكل قوة وجعل البيئة السياحية بيئة جاذبة غير طاردة.

وأكد أن تعاون الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الجهات الحكومية الأخرى أمر مهم في جوانب السلامة بالفنادق والشقق الفندقية وتصميم نموذج موحد لإجراءات السلامة بتلك المنشآت، وإعداد دليل مشترك للاشتراطات الخاصة بالتراخيص لمرافق الإيواء السياحي.

وقال إن هيئة السياحة قامت بتوقيع اتفاقية مع وزارة الداخلية والأمن العام تم بموجبها إلزام الفنادق والشقق الفندقية بتركيب كاميرات ذات مواصفات معتمدة تحددها الجهات المختصة، شريطة ألا يقل تسجيلها عن ستة أشهر.

استثمار المواطن

ويقول خالد خليفة الموظف بأوقاف ومساجد الطائف أتمنى أن يستثمر المواطن السعودي لتصبح بإذن الله السياحة سعودية 100% ، وعندما يسافر أحدنا لأي دولة في العالم نجد مواطني هذه الدول هم من يستثمر السياحة ولا وجود لعمالة أجنبية إلا فيما ندر....وعندما نعتبر السياحة إنتاجا وطنيا يجب إتباع ....

-الإعلان عن طريق شركات داخلية وخارجية

- الاهتمام بمظهر المنتج وهذا يتمثل بثقافة المواطن أولا وإدراكه الوطني بوجوب إظهار هذا المنتج الوطني بمظهر لائق

- اكتساب المنتج علامة الجودة ليطمئن المستهلك من هذا المنتج

- فريق التسويق يجب أن يتمتع بميزات وبصمة خاصة لكل منطقة في ربوع المملكة الغالية

-عندما يخدم المنتج بما سبق ذكره يسهل بإذن الله إنتاجه وتصديره بكميات هائلة

- عندما يأتي سائح مثلا للأماكن الأثرية في الطائف ويجد المقومات السياحية التي لا تشوه الموقع من استراحات ومحلات تتماشى وطبيعة المنطقة وملامحها ويجد كذلك الدليل المثقف ليكسب المعلومات الصحيحة دون تأويل ويجد شركة سياحية استقبلته ووضعت له خيارات متعددة لزيارة المكان وبقيم مختلفة فهذه درجة وميزة مهمة لصناعة السياحة

- من الأخطاء شراء المواقع السياحية أو بيعها ويجب على سكان المنطقة أو القرية تذوق خيرها ليهتموا هم ويحرصون على لقمة عيشهم منها.