Wednesday 14/05/2014 Issue 15203 الاربعاء 15 رجب 1435 العدد
14-05-2014

الصحوة في الإعلام

تحدث التحولات الفكرية المجتمعية إما نتيجة انهيار سياسي أو طفرة اقتصادية أو تأثير مناخي أو اجتياح خارجي أو فكر شمولي أو حكم قمعي.. فهي تتأثر بالوقائع الميدانية والحقائق على الأرض.. والصحوة تحول فكري اجتاح العالمين العربي والإسلامي قبل ثلاثة عقود.. والانطباع العام عنه أنه بدأ مرحلة الانحسار.. فإليك بعض الآراء الصحافية عن ذلك:

1 - يرى مناصرو الصحوة أنها ظاهرة دالة على العودة إلى الالتزام بتكاليف الدين بعد قرون من التراخي.. ويراها السياسيون أنها دالة على استيقاظ فكرة النظام الإسلامي بديلاً عن القومية والوطنية.. ويراها الأمنيون أنها نظام حركي يخفي تخطيطاً ثورياً يهدف إلى الوصول إلى السلطة.. ويراها الليبراليون أنها مشروع لانتزاع السلطة من خلال اختطاف المجتمع باستخدام الدين.

2 - مناوئو الصحوة يرون أنها بدأت مع بزوغ ثورة الخميني في إيران وحرب الأمريكان لروسيا في أفغانستان.. أما أنصارها فيرون أنها بدأت بفكرها الإحيائي مع بوادر انهيار الدولة العثمانية.. وما الحركة الإسلامية بمفهومها السياسي سوى أحد مظاهر الصحوة وليست كل الصحوة.

3 - يرى مناصرو الصحوة أنها مرحلة وعي بعقيدة ترص الصفوف وتحشد الجهود.. أما مناوئوها فيرون أنها خطاب فكري يشحن النفوس بطاقة غير خلاقة من البغضاء والكراهية والتعلق بالموت.

4 - متى ستنتهي الصحوة؟: يرى مناوئوها أنها بدأت في الانحسار فعلاً لأنه ليس لها مشروع حضاري تستند إليه.. ولأنها ذات خطاب عدائي يدعو إلى الكراهية إلى درجة تفريق الابن عن أبيه.. كل ذلك إلى جانب انتفاء الحاجة إلى فكرة الصحوة فهي في نظر السياسي وسيلة لمرحلة انتهت.. ويقر مناصروها أن التزام المسلمين بتعاليم دينهم تشهد انحساراً بسبب تأثير وسائل الإعلام العالمية ومشاريع العولمة الثقافية الموجهة من الغرب.

5 - أخيراً هل للصحوة مستقبل؟: يرى أنصارها أنها فعلاً تشهد انحساراً في مواجهة الحرب الإعلامية الشرسة.. بينما يرى مناوئوها أن الصحوة في أصلها ما هي إلا عارض فكري بدت مآربها السيئة ففر وتبدل قادتها.. وهي إلى زوال.

مقالات أخرى للكاتب