Wednesday 14/05/2014 Issue 15203 الاربعاء 15 رجب 1435 العدد
14-05-2014

أحمد بن ماجد مرشد المكتشفين للقارة الإفريقية والآسيوية

لا ريب أن التراث العربي الإسلامي حافل بجوانب تاريخية ثرة تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة وإن الحضارة الإسلامية كانت في العصور الوسطى تمثل قمة الرقي الحضاري في تلك العصور حيث كانت حافلة بمظاهر النشاط المتعدد الجوانب. ولقد كان للعرب والمسلمين دور بارز في عالم البحار، وإن رصيداً ضخماً من الأدب والأشعار والروايات التاريخية حافلة بذلك وما زالت بطون الأشعار ودواوين الشعر تفيض بذلك.. ولقد تغنى الشعراء بالبحر وتحدثوا عن ركوبه ورحلاتهم من خلاله وأثناء حركة الفتوح الإسلامية إلى شواطىء بحر الروم والبحر المتوسط حيث أطلوا منه على الكثير من البلدان والحضارات القديمة فضلاً عن تسهيل الاتصال بين دولة الإسلام وبقية نواحي البلدان.

فقد كان البحر يمثل طريقاً للفتوحات الإسلامية ومصدراً للعمل ووسيلة للرزق والتجارة.. وقد اعتمد المكتشفون الأوروبيون على خرائط الجغرافيين المسلمين وأخذوا عنهم استخدام البوصلة.

وكان الملاح العربي المسلم ابن ماجد خير مرشد للمكتشفين للقارة الإفريقية والآسيوية، ولم يستطع (فاسكو دي جاما) الوصول على ذلك لولا إرشاده له كما أن (كولومبس) اعتمد على الخرائط التي وضعها الجغرافيون المسلمون في رحلته التي أوصلته إلى العالم الجديد.

ومن العجيب أن نرى من يقول إن العرب والمسلمين لم يكن لهم دور ريادي في البحار وعالمها!.. ومن يطالع كتب الأدب والتاريخ يدرك معرفتهم بذلك ابتداء من الشعر الجاهلي الذي يزخر بروائع القصائد عن البحر في شعر زهير والنابغة وطرفة بن العبد والمثقب العبدي والأعشى وعمرو بن كلثوم وغيرهم وكذلك شعراء صدر الإسلام والعصر الأموي والعباسي فقد زخرت أشعارهم بذكر البحر.. والشعر كما يقال مصدر من مصادر التاريخ..

ويقول عمرو بن كلثوم:

ملأنا البحر حتى ضاق عنا

وماء البحر نملؤه سفينا

ويقول طرفة بن العبد:

عدولية أو من سفين ابن يامن

يجور بها الملاح طوراً ويهتدي

عضو الجمعية العلمية للغة العربية - أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق

مقالات أخرى للكاتب