Saturday 17/05/2014 Issue 15206 السبت 18 رجب 1435 العدد

لبرنامج همومنا في القناة الأولى بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للعمليات الإرهابية

والد وجدان: ابنتي ضحية فكر ضال اتخذ الإرهاب وسيلة لأنه مفلس

الجزيرة - سعود الشيباني:

في حلقة استثنائية، سلط برنامج همومنا الذي يبث على القناة الأولى في التلفزيون السعودي الضوء على الفترة المريرة التي ضرب فيها الأرهاب وأصحاب الفكر الضال والمنحرف أمننا واستقرارنا الاجتماعي والاقتصادي في العام 2003 من خلال حلقة خاصة بعنوان «كي لا ننسى».

فبعد أحد عشر عاماً وبكل عزيمة وإصرار لا يلين تناثر الإرهابيون في كل مكان واختلفوا ولم يتفقوا وتقاتلوا وشوهوا صورة الإسلام السمحة وتخادموا لصالح جهات أجنبية وتبايعوا عن الموت وتلاعبوا بالعقول وغرروا بشبابنا وقتلوا فلذات أكبادنا.

وقد تناولت الحلقة الطفلة «وجدان»، التي اغتالت طفولتها يد الإرهاب بدم بارد، بعدما ظنوا أن بالموت والقتل والتدمير تبنى وتسود الأمم غير أن إرادة الله كانت هي الغالية وإيمان أهلها بقضاء الله وقدره كان كافياً، كان إيماناً بأن أمن الوطن والمواطن ومحبتهم له أرقى وأسمى وأبقى.

أب وجدان: ناصر محمد عيسى كنديري، متقاعد من وزارة الدفاع، لدي من الاولاد عشرة..

وجدان: اسمي وجدان ناصر كنديري، الصف الخامس الابتدائي 1935 ابتدائية، عمري 11 سنة.

أب وجدان: محبوبة من كل إنسان من كل شخص من الجيران من الأقارب من تعرفه ومن لا تعرفة، تحس فيها أنها تعرفه من كم سنة، كلهم وجدان وجدان وجدان، هواية عندها زي ما تقول الرسم والأشغال اليدوية.

أب وجدان: يوم الحادثه كالعادة أنا حركت للعمل، إلى الساعة واحدة ونصف أنا زي ما تقول نهاية عمل أو نهاية تقاعد فجيت هذاك اليوم وصلت الساعة واحدة ونصف أو ثنتين إلا ربعاً، وصلت من المدرسة فسخت مريولها واتوضت وصلت الظهر وطلعت عند الحوش تابع لنا يلعبوا فيه، طلعتها كانت بس ثواني الا الانفجار.

مشعل كنديري (أخ وجدان): توني فتحت الباب توني مسكت الباب إلا سبحان الله زي الهواء شي فتح الباب ما عاد حسيت بشي لاني أنا وصلت الباب الثاني من قوة دفعة الباب إلا أسمع الوالدة تصارخ والسقف يطيح وأسمع صوت الوالد.

أب وجدان: التلفزيون السرير بتعرف في البداية قلت أنبوبة الغاز بس أنبوبة الغاز ما تسوي كدا، اجا افتح الباب عاين افتح الباب بقوة، اطلع اقول اش في اش في؟ إلا كل البيت زي ما تقول ما في عقل.

أخ وجدان: صرنا نقوم أنا والوالدة والوالد إلا على جية نادر يشوف اش الوضع شوي كدا صرنا نتفقد البيت واحد واحد لين لقينا البيت كامل الا بقت وحدة كنا نسأل وينها اللي هي وجدان؟.

أب وجدان: وين أختكم؟ قالوا والله ما ندري، نطلع على الحوش الا وتشوف منظر الله لا يوريك..

نادر كنديري (أخ وجدان): التفت وإذا أمي تصارخ تركت البيت وإخواني كلهم طالعين، سمعتها تقول وجدان طاح عليها الجدار، ركضنا للحوش ناظرت ما في، إلا تقول وجدان تحت الجدار..

اب وجدان: الجدران ثلاثة كلها بالأرض، ما شفت إلا طرف الثوب اللي عليها، المهم اقلهم تعالوا تعالوا شوفوها هنا

مشعل كنديري (أخ وجدان): صرنا نوخر البلوك، يوم وخرنا البلوك لقينا وجدان تنزف فيها دم، انصدمنا ما ندري، اخذنا وجدان.

أب وجدان: أنا حين شفتها وهي رافعة أصبعها يعني سبحان الله زي المجنون صرت ما عدت أدري أنها بنتي أو ما هي بنتي وطلعت عادي، في جاري معاه بنته جات لها شظايا اللي هي قزاز وما قزاز والله فكرها بنتي، ونطلع معاهم في الجيب حق سلاح الحدود ونوديها المستشفى العسكري، الاستقبال وش اللي عندك قلت بنتي هذي في زميلي قلي لا هاي بنتي يا أبو نادر، رجعلي عقلي.

أب وجدان في لقاء سابق: بصراحة الوقت هذاك أنا قلك شعوريا ما أدري جيت في حالة هستيريا ما فكرت فيها شي ما كنها بنتي، يعني شي ما أدري عنه ما أدري وش حصلي أشيل أولاد الناس وبنتي ميته..

أب وجدان: خلاص أنا زي ما تقول استوعبت رجعتلي الذاكرة..

مشعل كنديري (أخ وجدان): أخذنا وجدان ونمر من عند الوالدة ومن عند إخوانا خلاص ما ندري لين ركبنا السيارة، حتى السيارات كلها ما ندري يعني ما نصدق أنه احنا بهذيك الموقف، ركبنا السيارة وصرنا نبي نطلع، طلعنا شفنا الشارع كله مقفل كله غبار وأشجار طايحة والأمن العام مقفل من أثار، وصلنا مستشفى الشميسي يوم وصلنا مستشفى الشميسي خلاص دخلنا، الناس يشوفونا شايلينها يحسبونا صادمينها لأنه القزاز كله مكسر، دخلنا المستشفى قلناناهم هاذي حالة انفجار..

نادر كنديري (أخ وجدان): الدكتور يقول حادث قلتله لا انفجار، قال متأكد أنه انفجار قلتله ايه..

اب وجدان: أمسك واحد من الدوريات الله يجزاه عني ألف خير قلت ابغى الشميسي، والله يطلعني ونصل الشميسي الا الشميسي منطقة زي ما تقول محظروة الدخول اليها، المهم بالقوة حصلنا واحد شرواك طلع معاي وقلي خش، يعني ما اعطوني اي معلومات هذول في الكشوفات قالوا في وحدة سورية، تطمنت، بعد شوي الا طالع نادر، اه بشر؟ قال اه ابشرك بخير ما فيها شي..

نادر كنديري (أخ وجدان): ظلوا يسمعون نبضات القلب تنقص تنقص الا حين توفت غطاها قدامي، انا كنت اصارخ بالمستشفى ما ادري، قبل الحادثة باسبوع كانت تعبانه هي قالت الوالدة احس انا بموت، قالتلها الوالدة لا لا قولي غير كده ما فيكي الا العافية، هذا الكلام يوم الخميس يوم الأربعاء توفت.

أب وجدان: الا هو جاي حمد المانع الله يذكره بالخير جلس بجنبي قلت الان ما تبي تعلمني، قال انت تؤمن؟ قلت ان شاء الله، قال والله توفت، قلت الحمد لله هذا الذي اعطانا لله سبحانه وتعالى، قال اصب عليك موية وما ادري اش؟ قلت لا لا ما فيني شي لكن انت فيك شي؟ انت مرتاح قلي مرتاح قلت وانا ما فيني اي حاجة، هذا أمر الله وانا رضيت بحكم الله.

مشعل كنديري (أخ وجدان): اسأل نادر وش في وجدان؟ قلي وجدان توفت، قلي الحين كيف نوصل الخبر للوالدة وهي موجودة بالبيت ؟ اجا كلمها الوالد بالتلفون.

أب وجدان: واتصل في امها قلت والله البنت الحمد لله، نفس الطريقة، قلت طيب تعطوني ادفنها؟ قالولي لأ عندنا أمر من الأمير سلمان بكره بدنا نصلي عليها، قلت الحمد لله وهذي من فضل الله، المهم طلعنا من المستشفى رحت البيت واول من عزاني فيها الأمير سلمان -الله يحفظه- والأمير محمد في المسجد وسألني أسئلة اتشرف اني جاوبت عليه

قلي من فين انت؟ قلتله من جيزان، قلي انا داري من جيزان، بس من وين ؟ قلتله انا من صبيه، قال والنعم، احسن الله عزاك وان شاء الله انها بالجنة ويعني من ذا الكلام فهذا اعتبرته زي السمنة على قلبي، صح نتأثر ونحزن ولكن في النهاية قدر الله، اليوم الرابع او الخامس جانا طويل العمر الأمير نايف -الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة ويجعل قبرة روضة من رياض الجنة ان شاء الله-، جاني يمكن حوالي الساعة خمسة العصر يعزينا، فقلتله يا طويل العمر انت جاي تباركلي، قال اسمعت انا انه عندك بنت صغيرة؟ قلت ايه، قال ما صرلها شي قلت لا الحمد لله والله دريشة كاملة نزلت عليها والله سبحانه وتعالى سلم، قال جيبها جبتها، قال وش اسمها قلتله حنان قلي وجدان؟ قلتله وجدان يا طويل العمر عكلامك، حنان وجدان الاوله في الاكل في المراحة في زي ما تقول شطارتها في المدرسة في تعاملها مع الناس والله ما كني فقدت وجدان، الله عوضني بوجدان ثانية.

وجدان: اهلي يقولون انه حركتي نفس حركتي اختي وجدان نفسي كانت زي كده تحب تشاغب نفس كدا تحبن حركاتها فيها اشياء نفس كدة تتفرج على الأناشيد تحفظ زي كدة احفظ اغنية في المدرسة.

أب وجدان في تسجيل سابق: أنا عندي عشر اطفال خمس بنات وخمس ولاد كلهم فداء للوطن.

اب وجدان: والآن اكررها واقول لو عندي 12 ولد مستعد اضحي بهم فداء لوطني وهذا اقل شي نقدمه للوطن، وجدان ضحية فكر ضال اتخذ الارهاب وسيلة لانه مفلس، ومش بس وجدان ضحيته كمن شيخ وكمن طفل وكمن مره وكمن، يعين ما أقدر اعدلك ولا احصيلك الي راحوا ضحية هذول، نصيحة للمجتمع اراقبوا يشوفوا ابناءهم الشبب مع من يمشي مع من يروح مع من ييجي لانه الان اصبح الوضع يا ابني تخاف منه وخاصة الشباب هذول ينجرفوا لاي شي فانا اوصيهم واولا اوصي نفسي ثم اوصيهم بان يراقبوا ابناءهم وبناتهم والشابات لانه وسائل التواصل وهالحاجات فتحت يابا كل الناس والشاب ما يدري وين مصلحته فاذا لم يتراقب من البداية من البيت المدرسة الشارع، اقول للي غرر بهم ارجعوا الى صوابكم وحكموا العقل على العاطفة واذا عندهم استفسارات او شي او حاجة فيرجعوا الى العلماء ويستشيروهم ماذا يعملوا لانه مهو كل من فتى بافتاء خلاص هذا مفتي ما يدريك انه هذا من اكبر شياطين الارض، عليهم الرجوع الى اولي الامر والى العلماء عندنا علماء ما شاء الله من كل بحر، فأسأل الله لهم الهداية.

أب وجدان في تسجيل سابق: شهيد في الوطن شهيد في الواجب ما يمكن يكون اكثر من كدا، اسألهم اش ذنب بنتي واش ذنب رجال الأمن؟ وش ذنبهم وش اللي عملوه ، ياخي انت مسلم؟ لا والله منت مسلم، الاسلام بعيد عنك.