Saturday 17/05/2014 Issue 15206 السبت 18 رجب 1435 العدد

اغتيال الأحلام

شهد العسكر

الكل منا صغيرا أو كبيرا محتاج إلى دافع معنوي يسبق الدافع المادي، فالدوافع المعنوية أمرها في غاية الأهمية فبها تبنى أو تهدم طموحات الأشخاص...

البعض اعتاد أن يضع العقبات أمام الاخرين بكلمة تحطيم تجعله يقف حائرا في طريقه الذي يمشي عليه...

والبعض الآخر اعتاد أن يضع الإشراقات أمام الآخرين بكلمة تدعيم تعطي الفرد دافع المواصلة فكم من كلمة بسيطة أثرت في نفس صاحبها وجعلته يبكي من حرقة الألم وكم من كلمة بسيطة أثرت في نفس صاحبها وجعلته مبتسما مقدما لخطوات النجاح والتفوق...

لكن للأسف أن بعض الأشخاص يستمتع بتحطيم الآخرين فيجد لذة لا تعقبها لذة في إيقاف الآخرين عن تحقيق طموحاتهم وأحلامهم من خلال اغتيال تلك الأحلام التي يرغبون تحقيقها، والتي من الممكن أن تصبح واقعا ما دامت أنها تقع في إطار الممكن ولا نغفل عن أهمية الاستفادة التي سوف نجنيها ممن يملكون حب تحويل الأحلام إلى واقع ونتعلم منهم حب الاصرار والتحدي في مواجهة العقبات وتحقيق تلك الأحلام لتصبح واقعا ملموسا، فكما يقول إيمرسون «كل شخص ألقاه يفوقني في ناحية واحدة على الأقل، وفي ‏هذه الناحية يمكن أن أمدحه أو أتعلم منه» وهذا ما يفعله البعض الآخر حين يجد متعة عالية وسعادة غامرة في دفع الآخرين للنجاحات والتعلم مما عندهم، ولكن في المقابل علينا ألا ننتظر هذا الدعم من الآخرين لكي نستطيع المواصلة في تحقيق أحلامنا وأهدافنا التي رسمناها لأنفسنا ما دمنا ممتلكين ثقة عالية في أحلامنا ومهاراتنا، وقبل هذا واثقين من أنفسنا بما سوف تفعل لأجل تحقيق حلمها الذي بات طويلا أو قصيرا يداعب مخيلتنا حتى يصبح واقعا. فمن المهم جدا ألا نحطم الآخرين ونغتال أحلامهم لمجرد لا شيء فقط؛ لأن تلك الفئة اعتادت على التحطيم وعلى الكفة الأخرى علينا نحن ممتلكي تلك الأحلام ألا ننتظر تلك التعزيزات ونجعل منها وقودا يساعدنا على التوقف وإلا توقفنا! فمغتالي الأحلام دوما يبحثون عمن لا يملكون ثقة في أنفسهم بالدرجة الأولى، ومن ثم عدم ثقة فيما يملكون من مهارات وقدرات، ومن هنا تصبح عملية الاغتيال للأحلام عملية سهلة للغاية تدمر الحلم الذي يرغب الشخص في تحقيقه، وقد يمتد الأمر إلى اغتيال الشخص لنفسه من خلال نظرة الإحباط والتشاؤم التي ينظر بها إلى نفسه حتى تجده قابعا في مكانه دون حراك في تحقيق الأهداف، فكونوا واثقين من أنفسكم، ومما تمتلكون حتى ولو كان بسيطا واعملوا بإصرار في تحقيق ما تريدون مهما تمثلت العقبات أمامكم ومهما كان حجم الأشخاص الذين يهدفون إلى اغتيالكم واغتيال أحلامكم التي تسعون لتحقيقها.