Sunday 18/05/2014 Issue 15207 الأحد 19 رجب 1435 العدد
18-05-2014

نوايانا وحياتنا

فاصلة:

(من سار راكباً حصان سواه لا يستطيع ركوب الحصان ساعة يشاء)

- حكمة إسبانية -

‏ما زال البعض لا يعتقد بقوة النية وأنها تشمل كل تفاصيل حياتنا ويجعل النية للمهام الكبيرة فقط في حياته، بينما هي أعمق بكثير.

بعض التجارب العلمية التي أوردتها المؤلفة «لين ماكتاغريت» في كتابها «تجربة النية» تثبت أهمية أفكارنا ومشاعرنا على صحتنا وحياتنا على سبيل المثال، في دراسة مبتكرة أجرتها كلية الطب بجامعة أوهايو جمع الباحثون 42 ثنائيًا من الأزواج وأحدثوا جرحًا جلديًا طفيفًا على جلد أحد الشريكين من كل ثنائي، لاحظ الباحثون أن الأزواج تناقشوا مناقشات مفيدة خالية من الخلافات وتم شفاء الجرح في وقته المعتاد تمامًا.

بعد ذلك بعدة أشهر كرر الباحثون نفس التجربة لكن هذه المرة سمحوا للأزواج بطرح موضوعات خلافية مستمرة منذ زمن كالمال والخلافات مع أهل الزوج أو أهل الزوجة، هذه المرة استغرق شفاء الجرح يومًا إضافيًا وأظهرت التحاليل في هذه الجروح مستويات مختلفة من مادة «إنترليوكين 6»، وهي مادة كيميائية ضمن الجهاز المناعي.

في المرة الثانية عدوانية الأزواج سجلت في البداية مستوى منخفضاً للإنترليوكين ثم مرتفعاً جدًا بعد الجدال مباشرة، مما يُعتقد أنه ساهم في إنهاك جهاز المناعة، وهذا بسبب نوايا الأزواج السلبية.

الحقيقة أنه ليس الإنسان أو الشريك فقط يتأثر بنوايانا تجاهه وليست النوايا تؤثر على مناعة أجسادنا فقط، الأبحاث أثبتت أن النبات أيضاً يتأثر، ففي الفصل الثالث من الكتاب ذكرت المؤلفة دليلاً على أن للنباتات القدرة على قراءة أفكار البشر والاستجابة لها، حيث قام «كليف باكستر» بعمل تجربة على النبات لاختبار مدى استجابته للنية البشرية، ففكرَ في تهديد سلامة النبات بشكل ما وقياس رد فعل النبات مستخدماً جهاز كشف الكذب الذي يقيس الحساسية الكهربائية للكائن الحي لأقل التغييرات، فكرَ الباحث في الإمساك بعود ثقاب وإشعال ورقة النبات المتصلة بقطب الجهاز كتوجيه تهديد مباشر للنبات مجرد تفكير أي نيّة.

في هذه اللحظة، سجل الجهاز تنبيهاً قوياً ووفقاً لجهاز الكذب فإن النبات استقبل فكرة الحرق كتهديد مباشر له، وكرر الباحث التجربة ليكتشف أن النبات أيضاً ينتبه لحضور وغياب من يهتم به ويشعر بقرب الأشخاص وبمشاعرهم تجاهه.

خلاصة موضوع النية أنها بالأصل فكرة تتصل بمشاعر، لتنتج سلوكاً في عالمنا وفي العمق النوايا تتجلى كأهداف ورغبات، فإن لم نركز على نوايانا ونعدلها تركنا المجال للأفكار المشوشة من حولنا أن تتدخل في نوايانا، وبالتالي لن نتحكم في حياتنا أبداً.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب