Tuesday 20/05/2014 Issue 15209 الثلاثاء 21 رجب 1435 العدد
20-05-2014

إعفاء كورونا بناء على طلبه!

كتب لي صديق أجنبي، بأنه قرأ عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وانتشار هذا المرض في السعودية، متسائلا عم إذا أصبح مشكلة كبرى في البلاد، ولم أستطع الرد عليه، لأنني أنا شخصيا لا أعرف، هل أقول له بأنني لا أعرف هل هو فعلا مشكلة كبيرة، وهل هو من أطاح بوزير الصحة الأسبق؟ هل هو فعلاً وباء؟ أم أنه أصاب بضع حالات، توفي منها نسبة قليلة؟ هل أقول له إن أول حالة تم اكتشافها منذ ما يقارب السنتين، وحتى الآن لم نتوصل إلى لقاح علاجي أو وقائي له؟ هل أقول له إننا ننتظر انتشاره في دول متقدمة كي تسعى بحثاً عن توفير لقاح له؟

ذهب وزير، وجاء وزير، وأمراض كثيرة سابقة أطاحت بعدد من الوزراء، ولم نزل لا نستطيع معرفة أسباب مثل هذه الأمراض، فكيف سنجد اللقاح المناسب؟ فهمنا مراراً بأن غسيل اليدين بالماء والصابون والمطهرات هي الحل الأفضل للوقاية من هذا المرض الخطير، يعني باختصار «يا جماعة الخير تنظفوا!»، ولكن هذا وإن بدا مهما وضروريا، إلا أنه ليس هو الحل، فلم يوجد بعد اللقاح الوقائي، أو العلاج المرضي للمصابين، مما يعني أن زيارة مواقع التجمعات كالمستشفيات مثلا، أو مختلف بيئات العمل، أو المدارس والجامعات، قد يسهم في انتقال المرض وتفشيه!

وحتى الآن لا تتعامل وزارة الصحة مع المرض بشكل جاد وعملي، فهناك تغرير في الصحافة ووسائل الإعلام، بأن الإصابات بالمرض قد انحسرت عما قبل، وفي ذلك استعجال على تقصي المرض ومتابعته، بل لعل من أغرب المواقف أن يتم تخصيص غرفة أو غرفتين في بعض مستشفيات الصحة ضمن غرف المرضى، كغرف للعزل، وكأنما هو تحريض لانتشار المرض في الدور نفسه، وذلك بين غرف المرضى الخالين من مرض كورونا، إلى درجة أن أصبح زوار المستشفيات ومراجعيها، يخشون انتقال المرض إليهم!

أما أغرب الغرائب، فهي أن مريضا ستينيا في نجران أصيب بالمرض، وتم علاجه، ولكنه قبل أن يُشفى طلب من إدارة المستشفى أن تُفرج عنه، وبدلا من أن يُعزل ويُراقب، تقرر إدارة المستشفى تلبية طلبه، بعد توقيعه تعهدا روتينيا، بأنه خرج بناء على طلبه، وتحت مسؤوليته الكاملة، وفي هذا السلوك بالطبع عدم الشعور بالمسؤولية، وعدم اليقين بضرورة محاصرة المرض وكبح انتشاره، وهذا من دوافع انتشار المرض بين الناس!

بقي أن ندعو وزارة الصحة بالسعي حثيثا، إلى البحث عن لقاح وقائي، واتخاذ التدابير الكاملة لعزل المرضى بشكل جيد، بعيداً عن التهور بتخصيص غرف العزل ضمن الغرف العادية للمرضى، وأهمية إيقاف المصابين بالفيروس واحتجازهم داخل عنابر معزولة في الصحة، وإصدار تقرير يومي، صادق وأمين، ينشر في الصحف ووسائل الإعلام، للكشف عن الإصابات الجديدة، وعن عدد الوفيات، في مختلف المناطق، وعن التطورات في المجال العلمي والبحثي، والاتصال بالمختبرات العالمية، لمعرفة الخطوات المتخذة للوصول إلى لقاح مناسب!

مقالات أخرى للكاتب