Thursday 22/05/2014 Issue 15211 الخميس 23 رجب 1435 العدد
22-05-2014

الهلال وسامي .. لزوم ما لا يلزم!!

ألزم الهلاليون أنفسهم ما لا يلزم، وأدخلوا ناديهم وجماهيره وقراراته في نفق ضيق يصعب الخروج منه خلال المستقبل المنظور، لقد كان بإمكان إدارة الهلال أن تكون شجاعة واضحة وأن تعلن قرار فض التعاقد مع مدرب الفريق سامي الجابر بعد مرور نصف المدة المتفق عليها، لكنها آثرت أن ترمي الكرة في مرمى أعضاء الشرف، وفي الاجتماع الذي حضره سبعة شرفيين فقط، رد هؤلاء الكرة لملعب الإدارة، في وقت كان فيه الهلاليون وغير الهلاليين ينتظرون القرار الحاسم.

بداية كان مفاجئاً الحديث عن مستقبل سامي مع الفريق الأزرق بعد مباراة بونيدكور في وقت كان فيه مدرب الهلال يتحدث عن الموسم المقبل، وفي اليوم التالي كشف النقاب عن اجتماع شرفي يرسم حدود علاقة سامي بالفريق، وفي نفس اليوم كان سامي يجتمع بلاعبيه مودعاً قبل الإجازة ومتحدثاً عن التحضير للموسم المقبل!!

هنا لست في صدد الحديث عن سامي كمدرب فقد قلت رأيي فيه سابقاً، كما تحدثت عنه في مقال الخميس الماضي، ولن أتحدث عن جدوى استمراره من أجل استقرار الفريق قبل المشاركة الآسيوية من عدم ذلك، فالحقيقة أن الفريق استقر مرة قبل ربع النهائي مع جريتس وخسر المنافسة، ثم حدث التغيير قبل ربع النهائي في موسم آخر وخسر الفريق المنافسة أيضاً مع كومبواريه، والاستقرار أمر يلح عليه الراغبون باستمرار سامي الجابر مدرباً للهلال، والشيء بنقيضه أيضاً!!

ما أريد الحديث عنه هنا هو:

- ما الفائدة من الحديث عن استمرار المدرب من عدمه في هذا الوقت بالذات إذا كانت الإدارة ترى جدوى استمراره ولكنها تريد أخذ رأي الشرفيين في ذلك؟

- إذا كانت الإدارة راغبة في تغيير المدرب لأسباب تراها لذلك، فلماذا تشاور الشرفيين وهي التي لم تأخذ برأي بعضهم أساساً عند التعاقد مع المدرب.. فالواقع يقول إنها في النهاية صاحبة القرار في النادي؟

- إذا كانت الإدارة راغبة في تغيير المدرب، فلماذا لا تكون شجاعة، وتعلن الأسباب الرئيسة لذلك بدلاً من ترك الأمر للاجتهادات والشائعات التي تنتشر هنا وهناك؟؟

- تغيير المدرب إذا كان لأمور فنية تراها الإدارة، فهل من الضرورة أخذ رأي الشرفيين، ولماذا لم تستنير برأي فنيين ضالعين، مع الإعلان عن ذلك؟

- إذا كانت الإدارة راغبة في استمرار المدرب وإتمام مدته التعاقدية كما سمعنا فلماذا هذه الزوبعة من الأساس، خاصة وأن حدة المطالبات بالتغيير قد خفت بعد تحسن مستوى الفريق نسبياً في المرحلة الأخيرة من موسم خرج الهلال منه بلا ذهب على غير عادته!!

- عندما يستمر المدرب... كيف ستكون علاقته مع اللاعبين ومدى الثقة بين الطرفين خاصة وأنهم يدركون أن مدربهم كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل وأن استمراره مدرباً لم يكن لأسباب فنية بل بناء على مجرد تصويت!!

- في الموسم المنفرط كانت العلاقة قوية بين الإدارة ومدرب الفريق وكانت الثقة بين الطرفين عند أعلى مستوياتها... والآن هل ستكون كذلك بعد الأحداث الأخيرة؟

حسب القاعدة الهلالية، فإن موسم سامي الجابر لم يكن ناجحاً في المجمل، فهو في النهاية وكمحصلة ختامية خسر ثلاث بطولات وتأهل -مجرد تأهل فقط- لربع النهائي الآسيوي، والهلاليون تعودوا على بطولة أو بطولتين كل موسم ورغم الإيمان التام بأن أخطاء الحكام قد ساهمت في إهدار بعض حقوق الهلال في المنافسة، إلا أن الواقع يقول أيضاً إن الفريق كان يعاني من مشاكل فنية واضحة ظاهرة بينة في القسم الأول من الموسم ولو لم يكن سامي المدرب لربما غادر منذ نهاية الدور الأول.

يكفي الإشارة هنا إلى جملة الأهداف التي ولجت المرمى الأزرق بصورة كربونية واحدة وكلفته نقاطاً كانت كافية لتتويجه باللقب، ولو كان هناك مدرب خبير لتنبه للأمر منذ الهدف الأول خاصة وأن أصوات المحللين قد بحت وهم يتحدثون عن هذه المشكلة الدفاعية، ويكفي أيضاً العودة إلى نهائي كأس ولي العهد لمعرفة الأخطاء الفنية -بجانب التحكيمية- التي كلفت الفريق خسارة لقب بقي في عهدته ستة مواسم متتالية!!!

في النهاية وبالأرقام، لم يكن موسم سامي ناجحاً إلى تلك الدرجة مع الفريق، وقد كان بإمكان إدارة النادي أن تستند على ذلك في مسألة فض التعاقد لو كانت قد عقدت عزمها عليه، لكنها آثرت سلوك طريق آخر، فاجتمع الشرفيون، وسهر الهلاليون بانتظار القرار، وقد انقسموا إلى قسمين، كل منهم لديه وجهة نظره ومبرراته في ظاهرة ربما تكون الأولى في تاريخ النادي... وفي النهاية لا قرار ولا نتيجة واضحة، وإنما مجرد بيان أجمع المتابعون على أنه بحاجة إلى بيان إيضاحي، على غرار قرار لجنة الانضباط بحق البلطان الذي تلاه بيان يوضح حيثياته قبل أن تنسف لجنة الاستئناف كل شيء.. والهلاليون في الانتظار!!

لماذا لم يناقش الشرفيون الوضع الإداري؟؟

بما أن الحديث يجر بعضه بعضاً، كنت أتمنى لو درس شرفيو الهلال جدوى استمرار الإدارة الهلالية وإكمالها المدة النظامية (بقي عامان)، واضعين في ذلك كل الملفات والأجندة المتعلقة بالنادي ونتائج ألعابه المختلفة والأخطاء التي كلفت الفريق الكروي الكثير إن في الموسم الأخير أو في المواسم الخمس التي سبقته..

- عندما درس الشرفيون أمر المدرب وجدوى استمراره، ألم يكن من المناسب مثلاً مناقشة من تعاقد معه ودافع عنه وأكد الثقة فيه طويلاً؟

- لماذا لم يفكر الشرفيون على سبيل المثال في حال إصرار الإدارة على الاستمرار في حل وسط.. الإدارة تبقى في مكانها وتكمل مدتها، مع تكليف شرفي خبير بالإشراف التام والمباشر على الفريق الكروي الأول وكل ما يتعلق به..؟

- هل ناقش الشرفيون مع الإدارة خططها للعامين المقبلين والأعمال التي ستقوم بها لضمان عودة الهلال بطلاً كما كان...؟؟

.... كل الهلاليين يريدون معرفة الإجابة.

مراحل.. مراحل

- في الاجتماع الشرفي غابت التغطية المباشرة والمتابعة من أرض الحدث...فالمحبوب لا علاقة له بالأمر!!

- في الدفاع أو في الهجوم.. من الواجب أن نحكم المنطق!!

- البعض في تقييمه للأحداث ينظر لصداقاته وعلاقاته وعواطفه... وعند نقل الأخبار يحاول أن يمرر ما يتمناه لا ما يتوقعه!!

- يطالبونهم بالدعم ويتجاهلونهم عند المشورة!!

- رحيل البلطان خسارة كبيرة للشباب وللرياضة السعودية، والمؤمل أن يستطيع الشبابيون إقناع الرجل بالاستمرار في منصبه لولاية رئاسية ثانية.

- بالفعل هناك مدرب جيد... وهناك مدرب (... ضعيف...)!!

- بحث الهلاليين عن مهاجم أجنبي كبير بجانب الشمراني كما تقول الأنباء يؤكد أن البوصلة الزرقاء قد أخذت الوجهة السليمة.

sa656as@gmail.com

aalsahan@ :تويتر

مقالات أخرى للكاتب