Sunday 25/05/2014 Issue 15214 الأحد 26 رجب 1435 العدد
25-05-2014

صباح الأمن، يا كويت!

في مؤتمر (دور الثقافة في تحقيق الأمن الاجتماعي والفكري) الذي عقد في الكويت بمنتصف شهر مايو الحالي برئاسة الأستاذة عائشة الرشيد، والذي شارك فيه قادة عسكريون، وأكاديميون في التاريخ ومختصون في الاجتماع والإعلام والفنون من الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر؛ نوقش من خلاله مفهوم الإرهاب من منظور نفسي واجتماعي وكيفية حماية الشباب من التطرف والانخراط فيه، وتوعيتهم وتعريفهم بالأساليب الحديثة التي ينتهجها أعداء الوطنية للتغرير بصغار السن تحت شعارات دينية مشبوهة، ودور الإعلام في تنمية الوعي الاجتماعي والأمني، ومسؤولية الشرطة والثقافة الأمنية في مواجهة العصابات الإرهابية.

وانعقاد المؤتمر بدولة الكويت التي تشهد أمناً واستقراراً على المستويين السياسي والاجتماعي، فضلاً عن حالة التناغم بين مواطنيها على مختلف أطيافهم ومذاهبهم؛ يشير إلى تحمّل هذه الدولة العريقة مسؤولياتها تجاه ما يحيط بشقيقاتها من الدول العربية من فتن وقلاقل وحروب طاحنة وقتل للنفوس ودمار للقرى والمدن.

وكان المؤتمر ثرياً بالمشاركات المتنوّعة التي حملت تجارب واقعية لكل دولة اكتوت بنار الإرهاب وذاقت مرارته ولا تزال تعاني من آثاره. ولاشك أنّ الإرهاب مبعثه بالأساس فكري؛ حيث يتم من خلاله السيطرة على العقول وتوجيهها لتنفيذ أجندات تدعو لتدمير الوطن وجعله مسرحاً للعنف وسفك الدماء.

والحق أنّ دور مؤسسات المجتمع المدني لا يقتصر على ترسيخ مفهوم الأمن بمكوّناته وأهدافه، وحماية الهوية الثقافية من الاختراق، والحفاظ على عقول النشء من الاختطاف الخارجي، بل يمتد لصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف عن مسارها الصحيح، وبالذات المدارس والجامعات والمساجد، وضرورة إتاحة الفرصة للجميع لتنمية قدراتهم في كافة المجالات حاضراً ومستقبلاً دون تصنيف أو ميول أو محاباة أو كراهية.

كما أنّ على الأسرة تحمّل مسؤوليتها كونها نواة المجتمع وأساسه، وذلك بتربية أبنائها على الوسطية بعيداً عن التطرُّف والعنف وفتح قنوات الحوار معهم، وتوجيههم نحو الحفاظ على بنية المجتمع وكيانه ولُحمته وعدم الإخلال بأركان الوطن والحفاظ على مكتسباته وأمنه، والسعي لرفعته والمشاركة ببنائه.

ولئن نجحت الكويت في مشاريعها التنموية والحضارية من خلال منح الفرص لجميع مواطنيها، وتمكين المرأة من نيل حقوقها القانونية والمدنية والسياسية؛ فإنها بحق تُعَد نموذجاً خليجياً، ومثالاً عربياً يمكن الاستفادة من تجربتها بوقوفها في وجه الإرهاب قبل وقوعه، نتيجة للشفافية والصراحة والديمقراطية التي تنتهجها حكومتها، وحرصها على بناء جسور من المحبة والوئام بين المواطنين، وبينهم والوافدين.

ولأنّ الكويت هي جوهرة الخليج وأيقونة السلام؛ فإنها بلا ريب ستبقى مرفأ للأمن والأمان والطمأنينة.

اللهم احفظ الكويت والخليج والدول العربية وجنِّبها مخاطر الإرهاب والفتن..

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب