Sunday 25/05/2014 Issue 15214 الأحد 26 رجب 1435 العدد
25-05-2014

الإعلام التربوي والعلاقة بعد غياب

الملتقى الإعلامي الثالث الذي أقامته وزارة التربية والتعلبم في جدة في الفترة من 15-16-7-1435هـ جاء بعد غياب، حيث طفرة الخبر المجرد ليفرزه الملتقى بعيون بصيرة؟!. في الطفرة نام جميع التربويين وأصبحوا في ضحى الغد إعلاميين، ولم نعد نفرق بين ملامحهم، ولم نصطل أو نجد على النار هدى؟! فتساءلنا هل نحن في إعلامنا التربوي تابعون فيما نركبه، ونعلن عنه، ونخبر به عمن جاء وذهب، وافتتح وغادر، ونصحح ما تجاوزت به العقول،

وما جنحت به سفن الألسن، فيقفز الصواب من بين أيدينا دونما أجنحة تسنده، أو عيون زرقاء اليمامة تهديه إلى الصراط المستقيم، فتتقطع أوصاله ونصاله عندما تنتهي رحلته التصويبية، فيقول العامة: (ليتنا من حجنا سالمين)، ويقول الخاصَّة (ربما على نفسها جنت براقش).

إن الإعلام التربوي في وزارة التربويين، لا بُدَّ من أن يتفرّد بمكونات مختلفة؛ لخصها وزير التربويين الأمير خالد الفيصل عندما قال في كلمته في ذات الملتقى: «يجب أن نأخذ في الاعتبار العلاقة اللصيقة بين الإعلام والمنهج، والإعلام والمقرر، والإعلام والأنشطة».

نعم هذه مكونات العمل التربوي فحسب، وما دونها أدوات لتنفيذ أهدافه، والإعلام لا بُدَّ أن يكون شريكًا لتحقيق أهداف الأهداف التي ترمي إليها تلك المكونات. ودائمًا ما كنا نتساءل كيف نصنع الحدث من مشاهد الغيوم، وانحسارات الشموس، دون أن نبحث هل كان هناك ديمٌ؟، وهل أنبتت الزهر والثمر؟، وهل هو إعلان عمَّا يمكث في الأرض وينفع الناس؟ أم هو إعلان عن عرائض كُتبت لتوجيه أصحاب الصناعة، وحواراتٍ تمَّت لتفصل في أمر المنفذين، وأخبار عمّن جاءوا وغادروا ليُلتقى ويُحتفى بهم، كل ذلك يمثِّل سمفونية البقاء في نمطية الفكر الإعلامي المنحسر. نحن في وزارة التربية والتَّعليم لدينا منهج يجب أن نصغي إليه وهو ينساب إلى الناشئة وسلوكهم، فننقل حشرجته في أحوال كثيرة، وانسيابيته في أحوال أخرى. ولدينا مقرر يجب أن يستقر ويقر ساكنًا في عقول أبنائنا وبناتنا، يتمثّلون معارفه ومعلوماته، فتصفو منطلقاتهم وتتحرّر أهدافهم وتوجهاتهم، ويقدمون على حب وطنهم وبنائه، وسموه وسمائه، ويلثمون الثرى الذي صنع مجدهم، ويعشقون القائد الذي هيأ وأقام وشيّد.

نعم نريد إعلامًا يصف ذلك الصعود بكلِّ تجلياته، وإن صادف ذلك الصعود عثرة في مفاوزنا التربويَّة، لا بُدَّ أن يكون الإعلام دليلاً وهاديًا لا مضللاً وشاكيًا. ولدينا أنشطة لا بُدَّ من إضاءتها من خلال الإعلام لتكون «علامات وبالنجم يهتدون» فتتجلَّى لتحتذى، ويكثر الواردون، ويتسابقون للعلى، حيث بلادنا في مقامها ومكانتها أمام عالم اليوم. هكذا نريد إعلامنا التربوي أن يسبق ويكون، وأحسب أن صناعة الحدث التربوي لا يمكن أن تنطلق من الإعلام إنما من مصانع الانبهار في صروح العلم وبيوت علماء المستقبل بإذن الله التي تستقبلها دهشة الإعلام وأهله فيلبسونها حللاً مختلفة تليق بالمملكة العربيَّة السعوديَّة وقادتها.

- المستشار التربوي بمكتب معالي نائب الوزير لتعليم البنات

مقالات أخرى للكاتب