Sunday 25/05/2014 Issue 15214 الأحد 26 رجب 1435 العدد

غياب المعلم وربكة العمل المدرسي

محمد بن إبراهيم فايع

كل الدراسات والبحوث التربوية تشير إلى أن (اختيار المعلم، وإعداده، ومتابعة تطويره بواسطة التدريب، والاستمرار في تقويمه، والاستفادة من نتائج تقويمه لرسم الخطط لتحفيزه حينما يكون متميزاً، أو إعادة تأهيل قدراته وتنمية مهاراته حينما تبدو عليه ملحوظات) هي الخطة التي أدركتها دول ارتقى فيها مستوى التعليم، وكان الرهان الرابح الذي راهنت عليه في تقدم تعليمها حينما رفعت شعار (المعلم أولاً) مثل كوريا الجنوبية، ماليزيا، واليابان، ولهذا لا يجب أن نخضع لعواطف وردات فعل من هنا أو هناك يثيرها كل من يريد الدخول إلى ميدان التربية والتعليم وهو يفتقر إلى الكثير من مبادئ المهنة، وتعوزه مهاراتها، ولا يجد المسئولون عن التعليم فيه أو عليه الكفايات التي تؤهله ليكون مدرّساً يعشق مهنته، ولديه الاستعداد للتضحية من أجلها بالجهد والمال، ويعلم بأنه لو قيس مرتبه بالجهد المتواضع الذي يقدمه بعض المعلمين اليوم لما نالوا نصف مرتباتهم، خصوصاً نحن نشهد معلمين أداؤهم متواضع، وغيابهم لافت للنظر، في مهنة لا تؤمن إلا بالمعلم الدائم الحضور، الملتزم بأدبيات الرسالة، ويعلم بأنه صاحب مهنة تسير وفق خطط مجدولة معينة، وغيابه يعني أنه ترك خلفه فصلاً كاملاً من الطلاب، وغيابه أربك العمل داخل المدرسة أحرج زملاءه الذين تحملوا غيابه، وفي النهاية قد تهون التضحيات التي قدمها زملاؤه بالقيام بأعماله وطلابه أثناء غيابه نيابة عنه؛ لو كان الغياب لظرف صعب فالعلاقات الإنسانية مطلب لنجاح أجواء العمل داخل أي منظمة، لكن حينما يكون الغياب بسبب السفر للترفيه، أو للقيام بأعمال خاصة كمن ترك يوماً دراسياً ليشرف على «صبة سطح العمارة» أو بسبب موضوع قد يمكن تأجيله أو إنابة أحد للقيام به، أو بسبب كما قال أحدهم «راحت عليّ نومة»، وما أكثرهم أصحاب هذا العذر، وفي النهاية كلها (ورقة تقرير تفتقد للمصداقية) من مركز طبي، وأحياناً بواسطة قريب أو صديق يعمل بأحد المستشفيات، هنا يكون الأمر فيه وجهة نظرة واحدة، لا وجهتي نظر، مفادها وأسجلها هنا (أن تعليمنا لن يقوم وينجح بالمعامل والمختبرات والتقنيات، والمباني المطوّرة، والمناهج الحديثة؛ ما لم يكن هناك ((معلم)) تم اختياره وإعداده وتأهيله وتطويره ومتابعة تقويمه).