Tuesday 26/05/2014 Issue 15215 الأثنين 27 رجب 1435 العدد
26-05-2014

ابتزاز التلاميذ للمعلمين

لستُ ممن يؤيدون أو يدعون إلى العودة لأسلوب ضرب الطلاب بحجة «تأديبهم» ولا إلى الأساليب التقليدية العقيمة الأخرى، لكنني أدعو إلى «تأديب» الطلاب الذين يخرجون عن قواعد الأخلاق القويمة، بشرط أن يكون هذا التأديب مقنناً وليس متروكاً للاجتهادات الشخصية.

ما يحدث من تجاوزات يرتكبها بعض الطلاب لا يمكن السكوت عنها، ليس فقط من أجل الصالح العام للمجتمع وإنما أيضا من أجل مصلحة الطلاب المشاغبين أنفسهم. فالعقاب، حين لا يأتي بشكل انتقام شخصي، يكون وسيلة نافعة للإصلاح، ومن هنا جاء مصطلح «الإصلاحيات» بدلاً من «السجون».

في الآونة الأخيرة تصاعدت حالات التجاوز التي يرتكبها بعض الطلاب التي وصلت أحياناً إلى الاعتداء على معلميهم!!

وقد بلغت الجرأة ببعض الطلاب إلى كتابة تهديدات على جدران مدرستهم موجهة إلى معلميهم بتحطيم سياراتهم إذا رسبوا في الاختبارات!!

وفي حالات سابقة تعرض المعلمون للإهانة والضرب وحتى القتل!!

لا بد من حفظ كرامة المعلم، فالمعلم رمز، وعندما يسقط هذا الرمز تكون خسارة المجتمع فادحة بصرف النظر عن «شخص» معلمٍ ما. فنحن نعلم أن المعلمين ليسوا ملائكة، وليس جميعهم مثاليين، ولكن يبقى المعلم رمزاً وقيمة. وإذا كان المجتمع غير سعيد بمستوى بعض المعلمين أو بسلوكياتهم فعليه أن يُحْسن اختيارهم، وهذا واجب الجهة المسؤولة عن اختيارهم وتعيينهم.

إن خطورة «فلتان» التلاميذ الذي تشهده بعض المدارس يكمن في أنه الخطوة الأولى التي تؤدي إلى الفوضى الاجتماعية. فنحن نشكو من غياب الانضباط والالتزام وضعف الإنتاجية التي يرى البعض أنها سمات للكثيرين من شباب هذا الجيل لكننا لا نبذل الجهد الكافي لمعرفة الأسباب التي أدت إلى بروز تلك السمات، فضلاً عن إيجاد المعالجة السليمة.

يجب إيقاف مسلسل الابتزاز والتخويف الذي يمارسه بعض الطلاب بحق المعلمين، وقد انتشر مؤخراً «يوتيوب» لطالب يتقافز في صف دراسي ساخراً من المعلم الذي بدا غير قادر على التعامل مع الطالب المستهتر لأنه يعلم أن النظام لا يحميه بل قد يقف ضده إلى جانب الطالب!

محزن أن تصل الأمور إلى هذا الحد في بعض مدارسنا، وعلى وزارة التربية والتعليم أن تسارع إلى إصلاح الحال كي لا تتحول المدارس إلى معامل لتفريخ الفوضى الاجتماعية.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب