Wednesday 28/05/2014 Issue 15217 الاربعاء 29 رجب 1435 العدد

مداخل أو معارض الإبل

في معظم أنحاء العالم تتفق جهات الخدمات البلدية الكثير من إمكاناتها في إبراز المظهر العام للمدينة والحرص ليعكس واقعها إما تاريخياً أو حضارياً أو معاً وكذلك مستوى القائمين عليها أحياناً تستطيع التعرف على واقع المدينة وهويتها من مداخلها على الطريقة (الكتاب يقرأ من عنوانه)

إلا أننا نفتقر إلى هذا المنهج في تخطيط مداخل مدننا، فتكاد تقتصر على محطات بنزين في غاية السوء وتنظيم تجاه مدننا وخاصة الرئيسية منها والتي عادة ما تكون قدوة للمدن الصغيرة والكبيرة الأخرى، فلو أخذنا مدينة الرياض مثلاً فهي المدينة العاصمة للمملكة العربية السعودية، وتعتبر مركزاً إدارياً واقتصادياً تنافس مدن العالم المتقدمة، إلا أن واقع الحال عندما نأتي إلى مداخلها فهي في غاية الضعف وإعطاء فكرة مغايرة تماماً عن واقعها الفعلي فلو أردنا دخول الرياض من الناحية الشرقية فأعطان الإبل والماشية تستقبلك من اليمين ومن الشمال وتجذب انتباهك بكثافة تواجدها، حيث افترشت الأراضي الممتدة بشكل مقزز فعلاً، إضافة إلى الروائح الكريهة الممتدة في طبقات الجو المحيطة. نعم هذه الأعطان افترشت الأرض بطريقة سيئة جداً تفتقر إلى أبسط معايير التخطيط الحضري.

إضافة إلى المظهر غير النظيف أبداً حيث انعدام الرقابة التي من المفترض أن يتقيد أصحاب هذه المعاطن بأنظمتها فالكل حسبما اتفق يتصرف في موقعه.. ولو دخلنا الرياض عن طريق الشمال فتستقبلك محطات البنزين التي تم إنشاؤها ووضع الشكل النهائي لها بواسطة عمالها البسيطين جداً من شرق آسيا وغيرها فآخر عهدهم بمتطلبات البلدية عندما أخذوا فسح إقامة المحطة فسرعان ما تتحول هذه المحطات إلى مراكز مبيعات ومطاعم تتعارض مع المعايير النظامية لعلاقة هذه الخدمات مع بعضها، أضف إلى ذلك انعدام النظافة والرتابة والمظهر المأمول.

غير أبهين بأنظمة المحافظة على البيئة ففي معظم دول العالم تجد محطات البنزين تخضع لمعايير في النظافة والتنظيم من ناحية الشكل والمظهر وكذلك ملابس العاملين فيها وتأهيلهم حتى أنه البعض منها أصبحت أماكن للنزهة.

أرجو أن تؤخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار في جل انتباه المسؤولين في قطاع أمانات وبلديات المدن حتى نخرج بمظهر مدننا إلى مستوى جميعنا يتوق إليه.

* مهندس معماري مستشار