Wednesday 28/05/2014 Issue 15217 الاربعاء 29 رجب 1435 العدد
28-05-2014

إصلاح هيئة التخصصات الصحية

تحتفل هيئة التخصصات الصحية كل عام بتخريج أطباء الزمالات والتخصصات الدقيقة، وغالبيتهم يحتفى بهم كذلك في جامعاتهم كخريجي دراسات عليا. هنا يأتي السؤال؛ هل أصبحت هيئة التخصصات الصحية جامعة تمنح الشهادات العليا، وبالذات وبعض مسؤوليها يرون بأن الزمالات تعادل الكتوراه؟ هل تقوم هيئة التخصصات الصحية بتدريب الأطباء أم أنها مجرد جهة مشرعة لبرامج التدريب ومقيمة لمخرجات تلك البرامج؟ لماذا لا تركز الهيئة على تكريم الجهات القائمة على برامج التدريب من جامعات ومستشفيات وتبث روح التنافس فيما بينها، بدلاً من الظهور وكأنها تختطف جهود تلك الجهات وتجيرها للهيئة دون وجه حق؟ نحن مقدمون على أزمة كبيرة في مجال التدريب العالي المحلي للأطباء بزيادة مخرجات الكليات الطبية وعدم القدرة على استيعابهم جميعاً في برامج الابتعاث الخارجي، ولتجاوز ذلك لا بد من استراتيجيات مختلفة. تحديداً؛ لابد من إعادة النظر في أدوار هيئة التخصصات الصحية في هذا الشأن. الهيئة تقوم بمهمتين متعارضتين وهما التدريب والتقييم أو منح شهادات الزمالات، أو هذا ما تقوله لنا في حفلاتها السنوية، حين تدعي تدريبها مئات الأطباء. وأعتقد أنه يجب عليها التركيز على أحد أمرين، إما القيام بالتدريب وإيكال إجراء اختبارات التخصص والزمالة لجهة أخرى مستقلة أو العكس ترك التدريب لجهات أخرى والاكتفاء بدور المقيم والمانح لرخصة الممارسة والاعتراف بالمستوى للطبيب. يصعب أن تشرف على برنامج تدريبي وتكون محايداً في تقييمه وتقييم مخرجاته، وقد ثبت ذلك بشكل قاطع في فشل الهيئة الإشراف على المعاهد الصحية الخاصة. الهيئة تبدو وكأنها تعمل بعيداً عن الجهة التعليمية الرئيسة ألا وهي وزارة التعليم العالي، بل إنهما تبدوان متنافستان في بعض الحالات كما هو في الجمعيات الصحية. لذلك أراه أصبح ضرورة ابتعاد الهيئة عن مجال التدريب وجعله حقاً محصوراً على الجامعات بكلياتها الطبية. حتى المستشفيات المتمكنة يجب أن تربط برامجها بالجامعات، وفي نفس الوقت اكتفاء الهيئة بإجراء اختبارات الزمالة والاختصاص والدبلومات. كمثال محلي نرى مركز القياس لا يتدخل في العملية التعليمية وإنما يكتفي بإجراء الاختبارات وهذا ما يجب أن تفعله الهيئة. وعالمياً هذا ما نراه في الهيئة التي يعرفها أطباؤنا والقائمون على برامج الهيئة، الكلية الملكية الكندية التي تترك التدريب للجامعات وتكتفي بدورها في الاعتراف والتقيم والاختبارات ومنح الزمالات. يجب أن ترفع الهيئة يدها عن اختيار المتدربين ومتابعتهم أثناء التدريب وترك تلك المهمة للجامعات لتتنافس فيما بينها وليتم تكريم الجامعات التي تستوعب أكبر عدد من البرامج والتي يجتاز متدربوها اختبارات الهيئة بتفوق. التنافس أحد أسس محفزات رفع الجودة. يجب أن تلتقي هيئة التخصصات الصحية مع وزارة التعليم العالي لفصل التدريب عن التقييم ودراسة كيفية زيادة برامج التدريب العليا الطبية. وزارة التعليم العالي لديها لجنة عمداء الطب التي يفترض أن تدرس هذا الأمر، أو لتؤسس هيئة أو لجنة تدريب طبي متخصصة تتبع وزارة التعليم العالي مهمتها المساهمة في تطوير برامج التدريب الطبي في مجالات الاختصاص المختلفة. والحديث عن هيئة التخصصات الصحية، يجب أن لا ننسى هنا بأن عملها بحاجة إلى مراجعة في المجالات الأخرى كتعليم وتصنيف التخصصات الصحية والتمريضية والتعليم المستمر والجمعيات الصحية والنشر العلمي وغيرها. لنبدأ بدورها في الطب، باعتباره ذروة سنام عملها الذي تحتفي به كل عام، وبعدها نطالب بفعل مشابه بالنسبة للتخصصات الأخرى أو تؤسس هيئات موازية تعنى بها وترك هيئتنا الحالية لتصبح الهيئة الملكية الطبية، كما اقترح أحدهم تسميتها...

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب