Friday 30/05/2014 Issue 15219 الجمعة 01 شعبان 1435 العدد
30-05-2014

الفن التشكيلي من الملك سعود إلى الحفيد فيصل

ليس غريباً أو غير متوقع أن يتحقق للفن التشكيلي السعودي ما تحقق له من نجاح وصولاً إلى مستوى التوازي في الحضور العالمي والاقتراب مسافة كبيرة من المنافسة مع من سبقوه، فقد حظي بدعم كبير منذ أن أدرجت مادة التربية الفنية في التعليم العام سنة 77هـ التي تعد إلى اليوم مصدراً ومنتجاً للمواهب التشكيلية منهم من تخصصوا فيها وحملوا أعلى درجات العلم في هذه المادة وأصبحوا معلمين لها مع ما يساهمون به كفنانين تشكيليين في إثراء الساحة بإبداعاتهم، بمشاركة من لم يتخصصوا فيه، يمارسون موهبة حققوا بها تميزاً في المستوى الفني والوعي الثقافي من مختلف أطياف المجتمع وعلى اختلاف مجالاتهم في الفن إبداع وموهبة لا تتوقف على مؤهل بقدر ما تتكئ على الخبرات والممارسة والتدريب.

وقبل أيام في ليلة فاصلة.. بين خطوات لا تخلو من الصعوبات.. وبين خطوات مليئة بالأمل وبمستقبل مشرق، ولدت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية من جديد، ولادة تكوين وتشكيل للجسد، نحو مرحلة البناء والعطاء، ليلة تبلورت فيها الخطوة الأهم.. بعد أهمية التأسيس والقرار التاريخي للفن التشكيلي من وزارة الثقافة والإعلام عام 28 هـ... الذي أصبح به للفنانين والفنانات جمعية مستقلة تحتضن إبداعهم... رغم قلة الموارد وعمر لا يتعدى الخمس السنوات مقارنة بعمر الجمعيات المماثلة في الخليج التي تجاوز عمر بعضها الخمسين عاماً.

ليلة أعلنت فيها الجمعية السعودية للفنون التشكيلية رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز الفخرية للجمعية, ليلة أعادتنا إلى من كانوا خلف هذا الفن منذ نشأته، لنقف إجلالاً واحتراماً لأول من أسس وزرع أول فسيلة لشجرة هذا الإبداع الحضاري التي أصبحت هذا اليوم فيه وارفة الظلال، وصلت ثمارها إلى كل مناطق العالم بأيدي أبناء الوطن المبدعين، عندما افتتح جلالة الملك سعود بن عبد العزيز يرحمه الله أول معرض لإبداعات طلاب مدارس التعليم العام في مجال التربية الفنية عام 1378هـ - 1958م مشتملاً على مجال الرسم والتلوين وتشكيل الخامات، فكان لحضور جلالته الأثر والتأثير على المواهب في تلك الفترة أثمرت عن تخصص أعداد كبيرة من السعوديين كمعلمين لمادة التربية الفنية، أصبحت بعده هذه المادة منذ ذلك اليوم، مصنعاً ومصدر اكتشاف لمؤسسي الفنون التشكيلية بالمملكة العربية السعودية من رواد بدايات هذا الفن ولمن جاء بعدهم.

ليأتي زمن نهضة الوطن الحديثة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة بهديته للتشكيليين جمعية تحمل التفاؤل بدعم واهتمام من كل القطاعات وفي مقدمتها وزارة الثقافة والإعلام وبما يستشرفه التشكيليين من دور لرئيسها الفخري الأمير (فيصل بن محمد) حفيد من أطلق مشعل هذا الفن، ليقرب المسافة بين الملك الجد الداعم الأول وبين الأمير الحفيد رئيساً فخرياً لجمعية تحمل مسؤولية لم شمل هذا نجاح مسيرة انطلقت عام 96هـ مع أول معرض جماعي تولته الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب يرحمه الله امتدت ثماره إلى يومنا هذا.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب