Friday 30/05/2014 Issue 15219 الجمعة 01 شعبان 1435 العدد
30-05-2014

قلم الملك «الرمزية والدلالة»

القلم عنـوان العلم، ورمز الترقي في درجاته.. وكثرة ُحملت الأقلام في المجتمع دليل قوي على تقدم الأمة وبرهان واضح على توافر أس هام من أسس وركائز التنمية المستدامة للأوطان، ولذا أقسم الله به في كتابه الكريم، وحث على توظيفه التوظيف الأمثل حين طلب العلم وسلوك سبله وصولاً لدرجة العلماء الذين هم من يخشى الله ويتقه.. وللقلم تاريخ حافل بالقصص والحكايات.. ولأقلام الساسة والقادة والرواد والمصلحين والكتاب والمفكرين والعلماء المبرزين مزية وخاصية وقيمة معنوية لا تقدر بثمن، ولذا لا عجب أن تباع وتشترى بأغلى الأسعار ويفتخر كانزها بوجودها عنده.

عموماً كثيرون حاولوا قراءة إهداء خادم الحرمين الشريفين قلمه الشخصي للطفل فيصل الغامدي في حفل تدشين جوهرة الملاعب بجدة، وانصرف الجل لمتابعة ما يكتب عن المزايدات الوهمية أو حتى الحقيقية على شراء هذا الرمز الذي ظفر به ابن العاشرة أو يزيد من يد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ولم أر من تحدث عن الرمزية في هذا الحدث العارض ذو الدلالة العميقة التي تبرهن على أهمية ومنزلة القلم رمز العلم وعنوان المعرفة في ذهنية عبد الله بن عبد العزيز الذي نعت عصر بأنه عصر العلم بامتياز.

في فيلم عمر المختار اختار العقاد رحمه الله لحظة سقوط نظارة هذا القائد الملهم والمبرز ليلتقطها طفل صغير ويسرع بها هارباً من قبضة يد العدو دلالة لاستمرار المعركة من أجل التحرير.

وحين مات محمود درويش ترك قصيدة رائعة عرفت بعد أن دفن وتناقلتها وسائل الإعلام حتى صارت في قاموس أهل الطب ورجال النقد بمثابة الوصية التي تؤمئ إلى أهمية استمرار القصيدة وترشد الشباب لكيفية كتابتها والإبدع حين نسج خيوطها.

ومن أجمل الشعارات الرمزية التي تدل على استمرار المنتج رغم تغير الأجيال الشعار الذي اتخذته إحدى شركات صناعة الجوال والمتمثل في امتداد يد شيخ تصافح يد طفل في سنواته الأولى.

الرمزية تدخل في نسيج تكويننا وتصافح ذهنيتنا صباح مساء وقد لا نغوص في التفكر بها لكوننا ألفنا مشاهدتها والمرور بها، والألف والعادة غطاء ثقيل على عقول الكثير منا وللأسف الشديد.

إنها _ الرمزية _ باختصار ذات علاقة مباشرة بعقيدتنا، عباداتنا، سلوكنا المجتمعي والشخصي، ولذا فالحديث عنها حديث عن ذواتنا وما حولنا من أحياء وأشياء.

في قصة قلم الملك وصية غالية للأجيال المتعاقبة على ثرى أديم تراب أرضنا الطاهر في وجوب المجاهدة وصولاً للتميز العلمي وتوظيف الطاقات والإمكانيات لنتربع على كرسي الريادة فيه. والرمزية هذه لم تأت من فراغ وليست من أجل لفت الانتباه والاحتفاء والاحتفال وإنما لها شواهد وبراهين تظل حية ومؤثرة في مسيرة الوطن والأمة، ولعل 80 مليارا لتطوير التعليم العام، والمدن الجامعية في مناطق المملكة المختلفة وعدد من محافظاتها الكبيرة، وإعداد المبتعثين والخريجين في الداخل والخارج، والنشر العلمي المتميز، والمخترعات والابتكارات والجوائز والشهادات التي حصلنا عليها في السنوات الأخيرة كلها وغيرها كثير شواهد وبراهين تؤكد عمق دلالة الرمزية في قلم الملك.. حفظ الله خادم الحرمين وأمد في عمره ووفقه وسدد خطاه ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب