Friday 30/05/2014 Issue 15219 الجمعة 01 شعبان 1435 العدد
30-05-2014

ماذا يريد المصريون من السيسي؟ وماذا يريد منهم؟

ينقل عن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بعد انتهاء معارك جهاد توحيد المملكة قولته الشهيرة (ركّد الرمي) والمقصود هنا توضيحاً للإخوة العرب الذين لا يعرفون تماماً اللهجة النجدية، بأن رمي البنادق قد توقف وأن المعارك توقفت.

طبعاً الملك عبدالعزيز بعد المعارك الجهادية والقتال، خاض معارك أشد وأكثر تأثيراً، بدءاً من معركة توحيد المملكة ثم معركة البناء، ومن ثم معركة التنمية ومعركة التحديث اللتان لا تزالان مستمرتان على يد أبنائه البررة تواصلاً لما بدأه الملك المؤسس.

الآن في مصر، وبعد انتهاء معركة انتخابات الرئاسة المصرية (ركّد الرمي في مصر) وبعد أن تجاوز عبدالفتاح السيسي المعركة وبحصيلة عالية وعالية جداً، عليه أن يخوض معركة جديدة، بل معارك، معركة بسط الأمن وترسيخه، ومعركة إعادة عجلة التنمية بتحفيز الاقتصاد ومعركة إعادة الثقة للمصريين ومعركة إعادة الوئام وترميم البيت المصري بعد ما ناله من تدمير ومن الداخل قبل الخارج.

طبعاً ترسيخ الأمن والبناء والتنمية وإدارة عجلة الاقتصاد أولويات تسابق بعضها البعض.

والنتيجة التي آلت إليها انتخابات الرئاسة تحمل عبدالفتاح السيسي مسؤولية كبرى ترتقي إلى نسبة الفوز، فالـ95 بالمائة تحاصر السيسي قبل أن تحبط معنويات المرشح الذي لم يحالفه الحظ حمدين صباحي إذ أن 95 بالمائة من الشعب المصري يأملون من السيسي أن يصلح كل ما انهدم، صحيح أن الذين انتخبوا عبدالفتاح السيسي ليس كل المصريين فهم وإن تجاوزوا الـ25 مليون مصري، إلا أن الشعب المصري تجاوز الـ90 مليوناً ولكنهم ولأن ذلك تم عبر عملية انتخابية شرعية أجمع كل من راقبها بأنها عملية نزيهة، فإنهم ممثلون للشعب المصري، الشعب الذي وضع ثقته بالرئيس الجديد حتى قبل أن تبدأ الانتخابات، وهذه إحدى أسباب عدم ارتفاع نسبة الإقبال، فالمصريون انتخبوا ووضعوا ثقتهم بالمشير عبدالفتاح السيسي يوم استجابوا لدعوته بالتظاهر يوم 30 يونيو وظهروا بالملايين ليشكل خروجهم للتظاهر في ذلك اليوم ظاهرة لم يسبق لها أن حصلت، من يومها اختار الشعب المصري السيسي رئيساً لهم ولم تكن العملية الانتخابية سوى عملية إجرائية.

الآن عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر والمصريين يريدون منه الشيء الكثير، ولكن هل يعطي المصريون عبدالفتاح السيسي ما يريده منهم؟ الرجل لا يريد شيئاً مستحيلاً، يريد فقط أن يرخوا بنادقهم، فبعد أن ركّد الرمي عليهم أن يشرعوا أذرعتهم للعمل، العمل وحده يعيد مصر لمكانتها ويساعد السيسي على تحقيق آمال المصريين.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب