Thursday 05/06/2014 Issue 15225 الخميس 07 شعبان 1435 العدد

سيفقدها خلق كثير

دلال العطا الله ليس اسماً فقط على إنه صفة للحب، صفة للطيبة، صفة للعطاء، بلا حدود، فيها اشتملت معاني التسامح والقناعة والتواضع والإيثار وحب الخير للناس جميعاً، صدقت مع الله في حياتها فأحبها الناس، وملكت قلوبهم تمضي يومها بين صلاة وقراءة قرآن وتسبيح وتهليل وصوم، وتبحث عن من يحتاج صدقتها، وبذلها سراً، وأما ليلها فهي تقومه متهجدة على سجادتها رغم ما كانت تعاني من تعب ومرض ومسؤوليات تجاه أبنائها وبناتها، لن يفقدها أحبابها فقط بل سيفقدها خلق كثير، منهم من يعرف اسمها ومنهم من لا يعرفه، ستفقدها صدقة السر والمساكين وأسرهم المحتاج، وستفقدها قلوب كل من أنهكتها ظروف الحياة ومشاكلها، جاءت إليها تنشد النصيحة الصادقة وتبحث عن حضن دافئ مليء آمن تنام بأحضانه مطمئنة، ابتسامتها رغم ما تعانيه من آلام وأمراض في وجه كل إنسان يحتاج إلى قلب حنون، إلى قلب عظيم، إلى روح سامية، ابتسامتها رسالة سلام إلى كل القلوب، تستقبلها العيون معها، وكأنها نسمات الفجر الباكرة، وتغاريد العصافير الصغيرة.

دلال العطا الله يا مالكة القلوب لمن سنقول الشهر مبارك في رمضان، وأنت من كان يشعل الفرح بقدومه بعد انتظاره إحدى عشر شهراً، يا من تنتظرينه لتحيي ليله لتقوميه، وتصومي نهاره احتساباً، سيبحث عنكم من كنت تقيمين لهم موائد الإفطار وتطعمينهم بكل فرح وسرور راجية القبول؛ في مكة المكرمة اتخذتي بيتاً لتكون رحلتك إليها متى أردت سهلة وسريعة وأكثر من مرة في السنة.

دلال العطا الله كيف سنستقبل العيد وأنت عيدنا وفرحتنا، من سنهاتف ونهنئ بالعيد عندما تكونين كعادتك بالحرم المكي تصلين العيد، ومن ثم تنتظرين اتصالنا، لمن نلبس الجديد ونذهب إليه ونقبل يديه يا نادرة الصفات، سيفقدك الأطفال الصادقون بحبهم وقبلاتك على جباهم وخدودهم، وسنفقد ابتسامة الفرح وكلمات المحبة (يا وليدي - يا حبيبي) التي كانت من لسانك لها طعم آخر ونغم فريد.

دلال العطا الله على مثلك تهل الدموع وتحزن القلوب فقليل مثلك، رحلتِ إلى دار البقاء إلى أكرم الأكرمين، إلى أرحم الراحمين، نحسبك والله حسيبنا شهيدة صابرة محتسبة.

نسأل الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وأن يرفعك في عليين مع زوجك ووالديكم، وأن يجمعنا الله بكم وكل مسلم في جنات الفردوس الأعلى.

كان لله سبحانه شهود في صلاة الميت وفي المقبرة وأيام العزاء، سمعنا وعرفنا ما لم نكن نعرفه من أفعال الخير والأيادي البيضاء الكريمة المعطاءة، لا نقول وداعاً، ولكن إلى لقاء في جنات عرضها السموات والأرض، برحمة من الله؛ اللهم آمين اللهم آمين يا الله ارحم دلال العطا الله.

حفيداك - عبدالله وفهد العلي