Friday 06/06/2014 Issue 15226 الجمعة 08 شعبان 1435 العدد
06-06-2014

رحمَ الله شيخ الجزيرة

عبد الله بن عبد العزيز السديري، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر يوم الأربعاء الماضي، رجلٌ من الرجال الاستثنائيين، وإن لم يتحدث عنه الكثيرون، فهو زاهد عن الشهرة بالحديث عن نفسه رغم أعماله الكثيرة التي قدمها للوطن التي لو جُمعت في كتب لأظهرت كم عملَ هذا الرجال الاستثنائي.

نحن أبناء الجزيرة.. و»الجزيرة الصحيفة» تكن له كثيراً من الحب والود والتقدير لما قدمه من أجلها، فهذا الرجل الذي رأسَ مجلس إدارة مؤسسة الجزيرة الصحفية طوال اثنين وثلاثين عاماً كان رباناً حكيماً للمؤسسة، وساهم بهدوء وبدون ضجيج في وصول الجزيرة المؤسسة والصحيفة إلى ما وصلت إليه، بهدوء وبدون أن يُسمع له صوتٌ يدير جلسات مجلس إدارة المؤسسة، وكان آخر من يتكلم، يُقدم الاقتراحات البناءة ويساند ما يقدم من اقتراحات وتوصيات، وكان معروفاً عنه مساندته للصحفيين العاملين في الجريدة، وكثيراً ما التقى أعضاء الجمعية العامة من أعضاء المؤسسة الذين لم يكن يُمثلهم من الصحفيين سوى الأساتذة خالد المالك ومحبين يساهمون في كتاباتهم كفيصل الشهيل وصالح العجروش، ومع هذا فقد دعمهم عبد الله السديري وكانوا أعضاء دائمين في مجالس الإدارات التي ترأسها، وفي وقته وللذين ينسون فإن عبد الله السديري كان أول من دعم شراء أجهزة طباعة حديثة للجزيرة، وهو من أيّد اقتراحات العجروش والمالك والشهيل لشراء أرض تكون مقراً للجزيرة في الناصرية، كما أنه كان الداعم والمحرك لإنشاء مقر جريدة الجزيرة في مقرها الحالي في حي الصحافة، كانت آراؤه ومقترحاته تأخذ طريقها للتنفيذ لقدرته على الإقناع، ولأن جميع أعضاء مؤسسة الجزيرة يثقون به لتجرُّده من أي مسعى شخصي، وخلال عملي طوال أكثر من أربعة قرون لم يحاول أن يفرض رأياً ولا حتى خبراً ليُنشر أو يُحجب.

كان حاضراً دائماً في ضمير من يعمل في الجزيرة، رغم عدم حضوره كثيراً لمبنى الجريدة، قليلٌ من الشباب الجدد يعرف عبد الله السديري، إلا أن رواد الجزيرة، وجيل الوسط الذي جاء بعدهم، وأنا منهم نعلم من هو عبد الله السديري، وماذا قدم للجزيرة.. بهدوء وبلا ضجيج ترك بصمات عديدة مثلما ترك بالقريات في وزارة الداخلية، وكونه أول من أنشأ إدارة البلديات بالوزارة، فإنه يُعد مؤسس وزارة البلديات، وبعدها ترك بصمات رائعة في العمل الدبلوماسي في سفارات المملكة في الكويت ودول الخليج العربية والأردن - رحم الله عبد الله السديري - فبفقده فقدنا شيخاً كريماً أينما حل، وبالذات لنا أبناء الجزيرة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب