Saturday 07/06/2014 Issue 15227 السبت 09 شعبان 1435 العدد

(الجزيرة) تقترح وجود مشرف تغذية دائم في مواقع تقديم الأطعمة

بعد تكرر حالات التسمم الغذائي في نجران .. هل الرقابة الشاملة قادرة على الضبط؟

نجران - تقرير - حمد آل شرية:

بعد انتشار حالات التسمم بشكل لافت ، وتوجس العديد من المواطنين تجاه منتجات المطاعم والبوفيهات ووجباتها السريعة ، وإحجام بعض المستثمرين في هذا القطاع عن مواصلة المشوار خوفا من ايقاع الضرر بالزبائن في ظل العقوبات الرادعة التي تطالهم في حال حدوث مثل ذلك , فقد قامت ( الجزيرة ) بجولة استطلاعية ناقشت خلالها مدى فاعلية الرقابة الصحية على المطاعم والمطابخ في مدينة نجران , نظراً لتكرر حالات التسمم في العديد منها وتنامي شعور المستهلكين بأن المطاعم الموجودة في المنطقة ينقصها الإشراف والمتابعة المستمرة من الجهات المسئولة ، طارحةً فكرة جديدة من نوعها لحل هذه المشكلة , وهي : إلزام المطاعم والمطابخ بتعيين مشرف تغذية مهمته التأكد من نظافة المحل والأدوات والمواد الغذائية والطعام المقدم للزبائن , وفق الشروط الصحية للمستهلك.

حيث شمل استطلاع الرأي العديد من المسئولين والمختصين وأصحاب المطاعم حول هذه الفكرة, ومدى قابلية تطبيقها على أرض الواقع , والمعوقات أمام تفعيلها والايجابيات والسلبيات الناتجة عنها .

كانت البداية مع السيد راشد اليامي - صاحب أحد المطاعم : إذ أكد في حديثه أن الركيزة الأساسية لنجاح أي مطاعم تعتمد على جودة المنتج المقدم للزبون , إلا انها غالباً ما تهمل حيث يتم التلاعب في هذه الأصناف المقدمة من قبل ضعاف النفوس الذين يقومون بشراء مواد رديئة تؤدي إلى تكرار عملية التسمم , إضافة إلى أن هنالك معضلة تتكرر وتكاد تكون ظاهرة , وهي قيام بعض المواطنين للأسف في مجال المطاعم والبوفيهات بتأجيرها للعمالة الأجنبية التي لا هاجس لها إلا جمع المال بأي شكل كان . وهنا تبدأ قصة التلاعب بحياة الناس وتعريضهم للضرر , أما فيما يخص فكرة إيجاد مشرف تغذية .. فقد أكد اليامي , أنها فكرة جداً رائعة ويجب أن تطبق عاجلا من أجل المحافظة على جودة ما يقدمه المطعم , وبالتالي ضمان رضا المستهلك.

في حين قال عبدالله الشهري (صاحب بوفيه) : إن الفكرة قابلة للتنفيذ لعدة أسباب أهمها تأكيد الرقابة الذاتية من المطاعم والمطابخ والبوفيهات على منتجاتها, بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للشباب السعودي لإيجاد العديد من الوظائف للمتخرجين في التخصصات الصحية.

فيما أوضح الناطق الإعلامي بصحة نجران محسن الربيعان أن هناك لجنة مشتركة بين أمانة المنطقة والمديرية العامة للشئون الصحية بمنطقة نجران , ممثلة في إدارة صحة البيئة والصحة المهنية دورها زيارة المطاعم والبوفيهات والمطابخ بشكل أسبوعي , يتم خلالها تسجيل الملاحظات المتعلقة بالصحة العامة , ومتابعة تطبيق الاشتراطات الصحية على العمل.

من جانبه وصف مدير إدارة الأمن والسلامة المدرسية بتعليم نجران فيصل يحيى آل رشة , فكرة (الجزيرة) بالرائدة واعتبرها مبادرة جميلة ومميزة كون إلزام المطاعم والمطابخ بتعيين مشرف تغذية تكون مهمته متابعة سير الخدمة الغذائية , وكذلك متابعة إعداد سير الوجبات لحين وصولها للعميل وفق الشروط الصحية . مضيفا : ليس في المطاعم والمطابخ فقط , بل أتمنى أن تطبق في المقاصف المدرسية . كما تمنى الاهتمام والتركيز برأي العميل وذلك من خلال وضع استبيانات توضح جوانب القصور والمقترحات في المطاعم والتعامل معها بكل دقة وتكون الاستجابة سريعة , إما من أصحاب المحلات أو من الجهات الرسمية كالأمانة والتجارة , وستكون النتائج جيدة وسيتحقق الهدف المنشود وهو رضا المستهلك.

من جانب آخر قال نائب رئيس جمعية البيئة بفرع نجران محمد هادي آل هتيلة: إن تخصيص مشرف تغذية داخل كل مطعم فكرة خلاقة ويحتاج تطبيقها إلى تعاون عدد من الجهات في الإشراف والمتابعة, ونأمل بأن يتم التطبيق للأفكار الإبداعية التي تسهم في المحافظة على صحة ونظافة البيئة والتي تحرص جمعية البيئة على تفعيل هذا الجانب وخصوصاً التوعية.

من جانبه أكد رئيس قسم الإعلام بأمانة منطقة نجران مشبب آل حنظل : أن إدارة الرقابة الشاملة بأمانة منطقة نجران ضبطت ما يقارب طن ونصف من المواد الغذائية الفاسدة , وتم إغلاق 56 محلا مخالفا للاشتراطات الصحية في جولة ميدانية مفاجئة , على عدد من المطاعم والبوفيهات والأسواق ومراكز تخزين الأغذية ونقاط البيع والتوزيع بالمنطقة والمجمعات التجارية.

وأكد مدير إدارة الرقابة الشاملة بأمانة نجران عبدالعلي المكرمي: بأن المراقبين الصحيين يقومون بحملات ميدانية مستمرة للكشف عن المحلات المخالفة للاشتراطات الصحية التي تستوجب الإغلاق الفوري وفرض الغرامات والجزاءات حسب اللوائح والأنظمة المعمول بها في الأمانة. وأشار المكرمي: أنه تم خلال الجولات الأخيرة مداهمة أحد الأسواق المركزية بالمنطقة, وتم ضبط بعض المخالفات الصحية التي تمثلت في انعدام التبريد للدجاج والخضار والبيض واللحوم , مما أدى إلى تعفن العديد من المواد الغذائية بمحلات التبريد مع وجود حشرات وصراصير وذباب وبعوض في مكان حفظ الأجبان.