Sunday 08/06/2014 Issue 15228 الأحد 10 شعبان 1435 العدد
08-06-2014

مسؤولونا وطلابنا وفن الحوار

اطلعت على فيديو قصير تم تبادله من خلال بعض تطبيقات الشبكات الاجتماعية لمذيعة سعودية تمثل القناة الأولى مع مجموعة من الطلاب الذين قاموا بزيارة للهيئة العامة للسياحة والآثار، وهي من المبادرات الجميلة للهيئة لتعريف النشء بتاريخ المملكة وآثارها وأعمال الهيئة في مجال السياحة والآثار. إلا أنه لفت انتباهي أن المذيعة لم تكن مدربة بما فيه الكفاية للخروج في برامج حوارية على الهواء، وقد أحرجت الطلاب وأحرجت نفسها والقناة التي تعمل بها، ووضح ذلك جلياً من خلال ردود فعلها وردود فعل الطلاب على المشاركة في الحوار المباشر.

الأمر المهم الآخر في ما أظهره الفلم، أننا بحاجة ماسة لإضافة مادة مهمة جداً ضمن مراحل التعليم المختلفة وهي مادة فن الإلقاء والحوار، فلا يعقل أن يتهرب أكثر من 15 طالباً من المشاركة مع المذيعة نتيجة حيائهم أو خوفهم من الظهور في التلفاز، حتى الطالب الشجاع الذي خرج أوضح تماماً نوعية التلقين والتدريب الذي يتلقاه طلابنا في المراحل الدراسية المختلفة وكما يقال في العامية (جاب العيد)، وهذا مؤشر غير جيد ويؤكد حاجتنا لإعادة النظر في مخرجات التعليم لدينا.

بعض المدارس الأهلية وعلى سبيل المثال مدارس الملك فيصل الأهلية لا يتخرج منها الطالب الا وهو جاهز لتقديم خطاب أو عرض مرئي أمام العموم وباللغتين العربية والإنجليزية، وحبذا لو انتهجت وزارة التربية والتعليم هذا المنهج بوضع مادة أساسية للطلاب لتدريبهم على فنون الإلقاء والحوار خصوصاً أن الجيل الحالي أصبح أسيراً للتقنية وميالاً للتوحد والعزلة مع أجهزته الخاصة.

ولعل ما يؤكد ذلك أن الكثير من خريجي التعليم وحتى الجامعات ومن توظفوا في مراكز قيادية تجدهم يعانون، بل ويتهربون علنا من الظهور أمام العموم سواء في مناسبات وفعاليات أو أمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، فالتدريب على فن الإلقاء والحوار أصبح مهماً في وقتنا الحالي حتى لكبار المسؤولين ورجال الأعمال الذين كثيراً ما يفشلون في إبرام صفقات مهمة نتيجة سوء تصرفهم أو تفاعلهم السلبي خلال اجتماعات عمل أو لقاءات تلفازية.

smlhft2010@gmail.com **** sulmalik@hotmail.com

sultan_almalik@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب