Sunday 08/06/2014 Issue 15228 الأحد 10 شعبان 1435 العدد
08-06-2014

إلى أين...؟!!

ثمة سؤال على ألسنة الصغار, والكبار بعد أن أغلقت المدارس, وبدأت الإجازة..وبدأ معها التفكير بنهم في السفر..,

والتسوق.., والمتعة.., والتغيير..!!

لكن من ليس في خطته السفر فإلى أين..؟

إلى السهر بلا منفعة، والنوم نهارا بلا بذل..؟

ألا يتفكر المرء في الهدر الذي ستعلو مؤشراته دون المكسب، وإلى الخسارة التي ستحل دون ندم..؟!!

ما الذي سيجنيه العابثون بالزمن، الساعات من وقته وأيامه، نهاره وليله..؟!!

بلا تنظيم، ولا تخطيط، ولا تنشيط من أجل إثراء النفوس بما غفل عنه حين مر العام الدراسي في تحصيل مجهد، وواجب مكثف, وسباق لحصد الدرجات لنيل المقاعد في الصفوف, والفرص في الحياة التالية..!

العام الدراسي يمضي بأبناء الجيل وهم في ملاحقة، ومنافسة من أجل ذلك..

فما الذي ستمضي به أشهر الإجازة..؟

أوليس من الجدوى، والأجدى أن ينبه فيه الغافلون من الناشئة، والقاصرون, والمقصرون في عبادتهم، ليزودوا إيمانهم بالطاعات, وبالاكتساب من علوم دينهم، ومنها العمل على قراءة القرآن, ودراسة الحديث, والوقوف على سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، والإلمام بسير صحابته، أولهم خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم.., وبمعرفة أقرب الخبرات تصويبا لأخطائهم الشائعة في عبادتهم...

ليت البيوت تتحول إلى بوتقات تنوير, واقتراب بيسر, ووعي، ..

ذلك لأن رسالة الإنسان لا تقف على ما ثَــقُف به الجيل من ضرورات, وواجبات نحو الحياة التي تُبذل لها السنوات من عمر الفرد، ولا يأتي في مقدمتها ضرورة التثقف، وواجب المعرفة العميقة بأوليات الشأن الديني للفرد منهم لتوطيد جوانبه الوضيئة في نفوسهم, وفهمهم الواعي بما عليهم أن يخبروه عنه بعلم، ويؤدوه بطاعة, ويمارسوه بيقين..

إذ قلَّ وعي الشباب، والصغار كثيرا بكل ما يجعلهم يمارسون دينهم عن علم، وفهم، ومعرفة تنعكس في سلوكهم, وتتجلى في تفكيرهم، وتتضح من قناعاتهم.., بل تكشف عنها أسئلتهم المكررة عما يفترض أن يكون من أبجديات معارفهم بأحكام الصلاة والوضوء والقصر والجمع و..و..

فأكثر الجيل يُشغلون بأجهزة هواتفهم عن القيام للصلاة حين تؤذن المنارات, وغالبيتهم لا يصلون النوافل, وإن صلوا فبعد إلحاح من والديهم، والأغلب تمر السنة بهم لا يتلون صفحات يسيرة في المصحف,..

وفي الواقع أنهم لم يقرأوا السيرة النبوية كاملة, مع أنهم يجادلون فيما لا يدرون فيما يتعلق بالصحابة، والتاريخ الإسلامي، وعند كل موضوع يثيره الإعلام، لأنهم يقتطفون معلوماتهم مما سمعوه لماما، أو قرأوه عفوا, ولذا يميلون مع أية معلومة تنشرها وسائل التواصل، أو تبثها أسماء لا عمقا ثقافيا، ولا معرفيا لها..

المعنى المختصر لكل هذا، هو أن الأجيال الناشئة تحتاج إلى أن تعرف عن الدين الشكل الصحيح, لأنه طاعة وعبادة وليس «عادة», فلابد أن تؤسس خبراتهم بجدية, ويوجه سلوكهم بوعي, ويدربوا على ممارسة واجباتهم فيه بقناعة وحب..حتى يكونوا أول المجيبين للصلاة، وأقبل المقبلين على الصيام, وأسرع الراغبين في قراءة القرآن, وأشغف المحبين للرسول النبي عليه الصلاة والسلام، وللتخلق بخلقه العظيم، واتباعه فعلا وقولا,والاقتداء به, ليكونوا ممن يخشون الله في أنفسهم، وغيرهم, ويدركون ما عليهم لدنياهم ليعمروها عملا وتكافلا وإنجازا, وما عليهم لأخراهم تعبدا وطاعة وذكرا, فلا يكون همهم فتنة الأولى, بل تتعلق نفوسهم بحصاد الأخرى..ويعتزون بدينهم، وقيمهم, و انتمائهم..

ناهيك عن تمكينهم من ثقافة واعية بدينهم, عميقة مكينة تؤهلهم من التفكير الصحيح، وتسلمهم الحجة الناصعة في الحياة الدنيا, بما لا يجعلهم نهبا للضعف, ولقمة للريح.

وحين يكون السؤال في الإجازة : إلى أين..؟

فليت الإجابة تكون تجسيدا لوعي الوالدين بمسؤوليتهم تجاه أبنائهم لأنهم أول المسؤولين عنها، وعنهم..!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب