Sunday 08/06/2014 Issue 15228 الأحد 10 شعبان 1435 العدد
08-06-2014

مالئ الدنيا وشاغل الناس؟!

** دعوكم من (المهايطية) الذين ينتشرون في كل مكان كالجراد.. ودعونا نتحدث عن مالئ الدنيا وشاغل الناس (كبير آسيا وزعيمها) بالوقائع وبالمنطق حتى لا نضِل ونضلل، كما ضَلّوا وضللوا، ولئن كانوا قد برعوا في عرض بضاعتهم أحياناً، فلأنهم قد أمضوا السنوات الطوال في التدرب، وفي تشرّب أدق تفاصيل التضليل والكذب والتزييف؟!.

** لن أذهب بكم بعيداً في أعماق الماضي المليء بالشواهد والقرائن والبراهين.. وسأكتفي ببعض الوقائع والشواهد التي عايشناها خلال موسمنا المنصرم فقط، وإن كانت هي ذاتها وقائع وشواهد كل موسم، وبخاصة ما يتعلق بردود الأفعال تجاه أي أمر يخص الشأن الهلالي.

** ولكي نضع الأمور في نصابها، والقامات والكيانات في أحجامها.. لابد أن نقيّم الأحجام من خلال المعايير المعتبرة التي تجسدها وتعبر عنها ردود الأفعال على الأحداث وبالتالي إضفاء المزيد من التوثيق والتأكيد على القيم الفعلية لكل كيان، لتزداد رسوخاً.

** لن أتحدث عما أفرزه خروج الهلال من الموسم دون تحقيق منجزكعادة هلالية درج عليها على مدى عقود.. ولن أتحدث عما شكّله ذلك من حالات استغرابية في أوساط مناوئيه قبل مريديه.. ولن أتحدث عن القيمة (الخرافيّة) التي اكتسبتها المنجزات التي حققتها بعض الفرق، وبخاصة تلك التي كان الهلال منافساً عليها، فتلك قاعدة ثابتة ومتوارثة عبر التاريخ، تؤكدها حركة ( فرك الأنوف ) وغيرها من المظاهر الاحتفالية التي تترجم - تلقائياً ودون تكلف - واقع الفوارق والمسافات بين القمة وأسفل السفح.

** وسأكتفي بالإشارات - دون تفاصيل - إلى واقعة تنصيب ( الجابر) على رأس الجهاز الفني، والأخرى المتمثلة بقرار تنحيته، ثم (قنبلة) التعاقد مع الروماني (ريجي) لتولي مهام قيادة الفريق فنياً.. وما أحدثته الثلاث الوقائع من أصداء واسعة وغير مسبوقة على كافة المستويات.. ولتبرهن بجلاء على أن الزعيم ليس مثل البقية رغم زحمة وتزاحم ( المهايطية ).

** ولعل من الجدير هنا التأكيد على أن مسيري الزعيم ليسوا بحاجة إلى من يفطّنهم بحقيقة ما يمثله الهلال على الخارطة، بقدر الحاجة إلى تنشيط الذاكرة، ونفض الغبار، واستعادة الثقة، من أجل المحافظة على هذا الإرث العظيم.

هذا ما لم أكن أتوقعه؟

أي شخص يتمتع ولو بالحد الأدنى من الحصافة، لابد أن يدرك مدى خطورة تسرّب أسرار البيوت أو المؤسسات إلى الخارج، سواء كان بقصد أو بدون قصد.. وسواء كان بعلم من يعنيه الأمر أو دون علمه؟!.

** إذ إن تغلغل مثل هذه الممارسات في المؤسسة أو البيت كفيل بتدميره، تماماً، حتى وإن بدت في نظر صاحب الشأن (المفرّط) لسبب أو لآخر، غير ذات تأثير أو غير ذات معنى، ويكفي أن نعلم بأن (سد مأرب) كان ضحية (فأرة) نخرته حتى نسفته ليصبح أثراً بعد عين، رغم تفاهتها وحقارتها وضآلتها نسبة إلى عظمة السد؟!.

** وما يتداوله الشارع الهلالي هذه الأيام عن وجود هذا النوع من الثقافات والممارسات داخل أروقة ناديها لهو أمر يدعو للحزن والأسى، بل وينذر بعواقب وخيمة تهدد الكيان الكبير؟!.

** ولا مجال هنا للإنكار أو المراوغة.. فقد ثبت للقاصي والداني أن هناك من يقوم بتسريب المعلومات الهلالية الدقيقة عن طريق أطراف لها حظوتها داخل الكيان.. وهي من تعمل على تزويد بعض الأصدقاء وبعض الوسائل الإعلامية بتلك الأسرار التي من المفترض أن تظل رهينة نطاق السرية كما هو دأب (بني هلال) على مدى تاريخهم؟!!.

** ولعل الأدهى والأمر من كل هذا، أن من يتمتعون بميزة تلقي هذه المكاسب المعلوماتية، هم من أشد المناوئين والباغضين للهلال، وهم لا ينكرون ذلك.. بل يتباهون به ويفاخرون؟!!.

** الآن وقد انكشف الغطاء، ولم يعد ثمة ما يمكن أن يستر ويداري قبح الصنيع.. لذا فقد أضحى من الواجب اجتثاث تلك الأطراف والمصادر، وإعادة الأمور إلى نصابها حتى لا يفقد الكيان العظيم المزيد من مزاياه وقيمه المتوارثة.

من عجائب موسمنا؟!

** لا جدال في أن موسمنا المنصرم قد طفح بجملة من الظواهر العجيبة وغير المألوفة، والأعجب أن محضنها ومصدرها واحد، ولأنها عديدة ومتنوعة ويحتاج الخوض في أكثرها إلى مساحة أطول من المتاح، لهذا دعونا نتوقف عند إحداها.

** منذ أكثر من عقدين من الزمن ظل صاحبنا يمارس دور (الغدّة الخاملة) تجاه ما يحدث على الساحة الرياضية، ولكنه بمرور منتصف الموسم انتفض فجأة ودون مقدمات ليفرغ كلما بداخله تجاه الهلال عبر سلسلة مقالات بدعوى محاربة التعصب الهلالي المزعوم من خلالها!!.

** والحقيقة أنه كان من الممكن أخذ وجهات نظره التي يدلقها بعين الاعتبار لو أنه انتفض قبل موسمين أو ثلاثة مثلاً.. أو أنه (انتفش) في وقت لم يشهد ظهور مجموعة من (الغدد الخاملة) أمثاله على السطح بمجرد أن الفريق المفضل عادت له الحياة بعد يأس!!.

** ولا أدري هل هو مطلع على طروحات أقرانه الذين يشاركونه الميول سواء عبر الصحف، أو الشاشة، أو تويتر أم لا.. وأجزم أنه لو عقد مقارنة بين طروحات أولئك، وما يدّعي أنه يحاربه في الجانب الهلالي، فسيجد أن أشد المتعصبين الهلاليين هم أكثر اتزاناً وعقلانية من أعقل عقلاء الجانب الذي ينافح عنه.. هذا لو كان يتمتع ولو بالحد الأدنى من النقاء كما يحاول أن يضلل ويوهم الناس، وليس عضواً منفذاً لأجندة معينة الغرض منها إثارة الغبار بغية صرف الأنظار عن كوارث صيرورة ثلثي بطولات الموسم؟!!

مقالات أخرى للكاتب