Wednesday 11/06/2014 Issue 15231 الاربعاء 13 شعبان 1435 العدد
11-06-2014

المخدرات .. تبدأ من المدرسة!

منذ عدة سنوات ونحن نطالب بتشديد الرقابة على المدارس، ثم بدأنا نسمع بوجود برنامج شراكة بين المديرية العامة لمكافحة المخدرات ووزارة التربية والتعليم، إلا أن هذا البرنامج لم يُعتمد إلا في هذه الحقبة الجديدة بعد تقلُّد الأمير خالد الفيصل لحقيبة الوزارة.

وإن كانت السنوات الماضية شهدت إخفاقًا كبيرًا أدى إلى انتشار المخدرات بين طلاب المدارس، خصوصًا مُخدر (الحشيش) فإنني على ثقة كبيرة أنه بعد اعتماد البرنامج المشترك ستتم محاصرة هذا الوباء وتضييق الخناق على مروجيه في المدارس التي باتت مركزًا لتعلم المراهقين على تدخين هذه المخدرات.. ولا يمكننا إنكار جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وعينها الساهرة لتقليص انتشار هذا الوباء، إلا أننا كما نعلم بأن يداً واحدة لا تصفق، وللبحث عن حل لهذه المشكلة لا بد أن نبدأ بمصارحة أنفسنا، بأن المدارس هي المكان الأول الذي يتعلم فيه المراهق تعاطي المخدرات، وأن من يروّج لها هم الطلاب أنفسهم، ممن تم تجنيدهم لخدمة ونشر هذه الآفة بعد أن تمت السيطرة عليهم في الوقوع تحت سيطرة براثِن الإدمان.

المدمن إنسان لا يملك قراره، فالمخدرات هي من تتحكّم به وتوجهه حسبما تكون مصالحها، وهو إنسان مريض لم يكتشف أهله بداية وقوعه في الإدمان لمساعدته، أو أنهم اكتشفوا ذلك ولم يُقدموا على أي خطوة إيجابية، كما أن - بعض - الأهالي يخشون من اللجوء إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خوفًا من أن ينتهي مستقبل ابنهم، وهم لا يعلمون أن سكوتهم هو من سينهي مستقبله وحياته وربما حياتهم معه، وألحظ في الآونة الأخيرة وبعد الظهور الإعلامي المتعدد لمساعد مدير عام مكافحة المخدرات الأستاذ عبد الإله الشريف، أن هذا قد كسر شيئًا من الحاجز الموجود لدى أسر بعض المدمنين في التواصل مع مكافحة المخدرات، فالأكيد أن لا أحد سوف يحل المشكلة غيرهم، وأهيب بالأهالي أن لا يترددوا في التبليغ عن ابنهم المدمن والإيمان العميق بأن مكافحة المخدرات ستكون معهم لا ضدهم.

أعود إلى برنامج الشراكة ما بين مكافحة المخدرات ووزارة التربية والتعليم، وأؤكد على أهمية خروج هذا البرنامج إلى النور، كما أتطلع إلى أن يتضمن زيارات دورية إلى المدارس تشمل الجانب التوعوي وكذلك الكشف المفاجئ بعمل تحاليل للمشتبه بتعاطيهم، كما أتمنى أن يكون هناك رقابة صارمة وإجبار المدارس الحكومية على وضع كاميرات مراقبة خصوصًا في مواقف السيارات التي سمعت أنها باتت مركزًا للتعاطي والتدخين والتوزيع والبيع والشراء!

إن آمالنا معلّقة على شباب هذه الأمة، فإن تم تدمير عقولهم فمن سيدير مستقبل هذه البلاد ومن سيعمرها ومن سيحافظ عليها؟.. المخدرات تحوِّل الإنسان إلى كائن مسخ لا يشعر بنفسه ولا بأهله ولا بأي معانٍ وطنية وأخلاقية، لذا فهناك من يتقصّد شبابنا - تحديدًا - والهدف من وراء ذلك هو هذا الوطن، الذي نماؤه ونجاحه غصّة في حلوق الأعداء. إن أول ما ينبغي أن يفهمه شباب المستقبل هو هذا الأمر ليكتمل لديهم الوعي بحجم المؤامرة التي تستهدف وطننا من خلالهم!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب