Thursday 12/06/2014 Issue 15232 الخميس 14 شعبان 1435 العدد
12-06-2014

عاد للأرض مع (الصيف) صباها

يحصر - البعض - كل ارتياح خاطره بالمُجْمَلْ تجاه فصل دون غيره من فصول السنة.. وقد يكون مجانباً للصواب فيما ذهب إليه، فحياة الإنسان بآمادها اللامتناهية في - الكيف لا الكم - أشبه بفصول السنة بتنوّعها، وتشكّلها، ومراحلها - المنفصلة - عن بعضها وإن بَدَتْ - متصلة - لأول وهلة..!

قد يستند من يحب الطقس والطبيعة لذائقته الجمالية في الصورة إن أبدى تعلُّقه بفصل - الربيع - كما قال الشاعر البحتري:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً

من الحسن حتى كاد أن يتكلّما

ولكن للكثيرين من الشعراء حبا خاصا لفصل (الصيف) بكل ذكرياته وتفاصيله المحببة لقلوبهم استناداً لما وثّقوه في شعرهم بهذا الشأن في (الزمان والمكان).. يقول الشاعر إيليا أبو ماضي:

عاد للأرض مع (الصيف) صباها

فهي كالخود التي تمَّت حلاها

ومنها قوله:

ذهب الشمس على آفاقها

وسواد الليل مسك في ثراها

ويرد على بعض محدودي الأفق الجمالي الذين لا يُمثِّل لهم فصل الصيف إلا الشكوى من الأجواء الحارّة ويصفهم بعدم التجدّد والاستمتاع بكل أيام العمر من فصول السنة بأسلوبه الخاص:

وإذا لم تبصر النفس المُنى

في الضحى كيف تراها في مساها..؟!

بل إن أشهر وأرق قصائد غرض - الغزل - من أغراض الشعر، وتحديداً الشعبي منه، كانت في فصل الصيف على البحور الخفيفة والرقيقة من الشعر كالسامري والهجيني.. من ذلك قول الشاعر سليمان بن حاذور - رحمه الله -:

يا هل (الطايف) عسى السيل يسقيكم

خمسة أيامٍ على الراس رعّاده

ويقول الأمير الشاعر خالد الفيصل:

سلام يا ساكنٍ (قروى)

لا يا بعد من سكن فيها

من قربك الكبد ما تروى

والاّ ترى البعد يظميها

ومنها قوله:

قلبي إلى شاف من يهوى

عنده من (أسعد لياليها)

ويقول الأمير الشاعر سعود بن بندر - رحمه الله -:

سقى الله ليالي خالده عشتها ويّاك

بدرب (الحويّه) بين عشبٍ وغدراني

ويقول الشاعر مساعد الرشيدي موثقاً (الكنّه) من فصل الصيف:

عذب السجايا وعوده بأول (الكنّه)

متى تزين السوالف وآخذ علومه؟!

ومنها قوله في البيت الأخير من القصيدة:

الله عطانيه والله يعطي الجنّه

واليا استجد الهوى كلٍ ومقسومه

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب