Friday 13/06/2014 Issue 15233 الجمعة 15 شعبان 1435 العدد

نعم .. هناك أبناء (أيتام) في حضرة الأمهات والآباء

المكرم الأخ المشرف على صفحة «عزيزتي الجزيرة» وفقه الله..

فقد اطلعت على جريدة الجزيرة يوم الجمعة بتاريخ 8-8-1435هـ ورقم العدد 15226، ص 37، على مقال بعنوان (أيتام في منازل والديهم) للأستاذ سلمان بن محمد العمري، وأشكره على تناوله هذا الموضوع المهم خصوصاً وعلى موضوعاته الثرية عموماً في كتاباته لكثير من القضايا الدعوية والاجتماعية والأخلاقية. فبداية اتفق مع الكاتب بأن التأكيد على أهمية جانب الأسرة في رعاية الأولاد -ذكورًا وإناثاً- لمن أجلَّ الأمور، التي يجب أن تتضافر جهود الآباء والأمهات، وأهل العلم، والدعاة، والتربويين، والإعلاميين.. للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، فهي أمانة أمام الله - تعالى - نحن مسؤولون عنها، فالمرء يجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته، إن خيراً فخير وإلا غير ذلك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

وأحسن الكاتب في التركيز على فترة الاختبارات وما فيها من أخطار نفسية وسلوكية على التلاميذ لا سيما مع الخروج المبكر من المدرسة وتصيد رفقاء السوء لهم بما لديهم من سوءات وشرور وإغراءات وخداع، وأؤكد على أن إهمال بعض من الآباء والأمهات لأولادهم جريمة يترتب عليها أوخم العواقب على حد قول الشاعر:

إهمال تربية البنين جريمة

عادت على الآباء بالنكبات

كما أن مسؤولية عائل الأسرة في تعليم أهله وأولاده القيم الرفيعة، والأخلاق الحسنة، وليس التركيز فقط على السعي من أجل الرزق والطعام والشراب واللباس وتوفير الأجهزة الإلكترونية فحسب..، وكما وصف الكاتب في مقاله (أيتام في منازل والديهم) بمعنى الاغفال التام عن الأولاد وترك الأمر للخادمة والسائق ونحوهما، والأجهزة الحديثة ومصاحبة الفكر الضال والتأليب ضد الوطن والخلق ونحو ذلك.

وأذكر قصة في جانب الإهمال، سرق رجل مالاً كثيراً وقدّم للحد فطلب أمه، ولما جاءت دعاها ليقبلها، ثم عضها عضة شديدة، وقيل له ما حملك على ما صنعت؟ قال: سرقت بيضة وأنا صغير، فشجعتني وأقرتني على الجريمة حتى أفضت به إلى ما أنا عليه الآن!

أيها الأب الفاضل ويا أيتها الأم الفاضلة: أولادكم فلذات أكبادكم فحافظوا عليهم وابذلوا الغالي والنفيس من أجلهم، وهنا أذكر عبارة: إن وراء كل رجل عظيم أبوين مربيين.

وختاماً، أذكر الآباء والأمهات بما ينبغي أن يعوّد عليه الأولاد منذ صغرهم من بعض الأمور الأساسية من ذلك:

أ - الأمر باعتناق العقيدة الصحيحة: تعريف الأبناء بأهمية التوحيد، وعرضه عليهم بأسلوب مبسط يناسب عقولهم.

ب - بعث روح المراقبة لله والخوف منه: بيان توحيد الأسماء والصفات، كالسميع والبصير والرحمن، وأثرها في سلوكهم، وبيان مراتب الإسلام والإيمان والإحسان.

ج - الحث على إقامة الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: (مروا صبيانكم للصلاة إذا بلغوا سبعاً، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا، وفرقوا بينهم في المضاجع).

د - التحلي بمكارم الأخلاق والآداب العامة.

وأؤكد على أهمية رعاية الآباء والأمهات لأولادهم، وهم الذرية الصالحة من بعدهم.. والله الموفق.

أ.د. عبداللطيف بن إبراهيم الحسين - رئيس وحدة البحوث وأستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بالأحساء فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية