Friday 13/06/2014 Issue 15233 الجمعة 15 شعبان 1435 العدد

تعلموا من «الملكي»

لا أدعي وصلاً بالدوريات العالمية الصعبة القوية، وأصنف نفسي (محلي) لكني في ذات الوقت لا أنفك عن متابعة بعض المناسبات الكبرى كبطولة كأس العالم ودوري أبطال أوروبا، وخلال متابعتي لهذه الأخيرة لا أشعر بتلك المتعة وذلك الحماس الشديد والاهتمام الذي يبديه كل من حولي بها!! ولكني أفعل هذا كل مرة ولا أدري لماذا، ربما لملء الفراغ وربما للهروب من وصم (الرجعية) الرياضية!! ما علينا.. المهم أني تابعت مؤخراً الديربي الإسباني الأوروبي بين المدريديين الريال والأتلتيكو على نهائي أبطال أوروبا، وساقني فضولي لعدم حماسي مع المباراة للتركيز وعمل مقارنة بين كرتنا وكرتهم، خلصت فيها إلى الكثير من المفارقات والعجائب بيننا وبينهم، فلم أشاهد في ذلك اللقاء لاعباً تائهاً في الملعب كما نشاهد في ملاعبنا!! بل الكل يعرف دوره تماماً وحتى من لا يفقه في كرة القدم وتكنيكها وتكتيكها يرى بوضوح كيف كان اللاعبون ينتشرون في الملعب خصوصاً لاعبي الريال، وعندما تكون الكرة في وسط الملعب كنا نرى كيف أن المهاجمين يتموضعون التموضع الصحيح على الأطراف وفي العمق، وفي ذلك اللقاء لم أشاهد لاعباً من الفريقين يتمخطر في الملعب ويلعب الكرة بتعال وبعضهم ربما تبلغ قيمة عقده نصف فريق أو فريق كامل من فرقنا!! ولم أشاهد لاعباً من الريال وهو خاسر يتيه في الملعب يتلفت ويدور حول نفسه ويضيع ربع أو نصف دقيقة ولسان حاله يقول ألعب الكرة لمن يا ناس كما نشاهد في ملاعبنا، ولم أشاهد لاعبي وسط الريال يضيعون الوقت في التمرير بينهم ثم إعادة الكرة لحارس المرمى كل مرة، ولم أشعر أن لاعبي الريال محبطين ويائسين من إدراك التعادل حتى جاء الوقت بدل الضائع وسجلوا التعادل ثم أجهزوا على المنافس في الوقت الإضافي بكل سهولة، ولم أشعر بأن لياقة الفريق الخاسر انهارت في الوقت الإضافي وهو قد بذل جهداً خرافياً في الوقت الأصلي يوازي لعب مباراتين مقارنة بلاعبينا، ولم أشاهد جماهير الريال تحبط فريقها طوال الأشواط الأصلية وتتلفظ عليه وتشتمه ولم أشاهد أحداً منهم رمى بعقاله أو بقارورة أو أي شيء على أي من اللاعبين!! بل كانت تشجع فريقها بحماس ورقي وتشد من أزره حتى أدرك التعادل، هذه هي ثقافة اللاعب والمشجع التي ننادي بها دائماً ونتمنى أن نشاهدها في ملاعبنا، وما شاهدته خلال تلك المباريات المحدودة التي تابعتها من انضباط ومتعة وروح وعدم تفريط في وقت المباراة، بدد دهشتي تماماً لنجذاب وحماس المشجعين عندنا لتلك المنافسات العالمية وانصرافهم عن دورينا الملل رغم انتمائهم بالفطرة لفرقه!! فالمشجع يريد أن يشاهد لقاءً جاذباً سريعاً ماتعاً خالياً من (العك) يتسمر خلاله خلف الشاشة لا يرمش له جفن طوال وقت اللقاء، وهذا لن يقدمه له الدوري المحلي للأسف إلا ما ندر كي نكون منصفين، ونحن في الواقع لا نختلف عنهم في شيء من ناحية التكوين وبالعكس ربما أن لاعبينا يحملون موهبة فردية وذكاءً أكثر من بعض لاعبيهم، الفرق فقط في الجدية والإخلاص في العمل، وأقول العمل لأن المحترف هو عامل في النهاية عليه واجبات وله حقوق وهناك يحرصون على تطوير مستوياتهم وزيادة جهدهم لأنهم يقيمون ويكافأون بحسبها، أما عندنا فاللاعبون مازالوا يعيشون في زمن الهواية، بالرغم من مضي عقدين كاملين على تطبيق الاحتراف!! يساعدهم في ذلك مسيرو الأندية الذين يوزعون عليهم شهادات (النجاح) مقدماً ويقتلون فيهم روح العطاء والرغبة في تطوير الذات والحصول على حوافز أعلى بإعطائهم كل حقوقهم وأكثر حبتين عند بداية التعاقد معهم!!؟

- صالح الصنات

موضوعات أخرى