Sunday 15/06/2014 Issue 15235 الأحد 17 شعبان 1435 العدد

الدكتور أبا الخيل وإضاءات وطنية

د. طلال بن سليمان الحربي

في الكلمة الوطنية التي ألقاها معالي الدكتور سليمان ابا الخيل، مدير جامعة الامام، في مجلس صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض بقصر الحكم والتي استحقت أن نقدمها على شكل إضاءات وطنية لكي نعرف كيف يكون أهل العلم والخبرة والغيرة الوطنية، وكيف هي قراءاتهم للوضع بشكل عام، وما هي الأمور التي يوجهون الناس إليها حرصا منهم على تحقق المصلحة العامة الشاملة وبنفس الوقت كنصائح نقتدي بها للمحافظة على النعم التي حبانا بها المولى عز وجل, ومن مثل ابا الخيل تسمع الرواية وتفسر الكلمات على حروفها لنجمع منها صريحها وما بين سطورها, هذه القامة السعودية التي تميزت في الاعوام القليلة الماضية بنجاحات متميزة على الصعيدين الداخلي والخارجي.

أبا الخيل استهل حديثه مستشهدا بدور الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كمؤسس للدولة السعودية الحديثة، وأن هذا الدور لم يكن إلا بتوفيق الله وهدية منه - عز وجل- لعبدالعزيز وللرجال الذي كانوا بإمرته ليؤسسوا دولة تعلو فوقها راية التوحيد ولتحكم بشرع الله وسنة نبيه، وما كان عليه السلف الصالح, وأن هذا التوفيق والهدي لم يكن الا انطلاقة لمسيرة استمرت بعد رحيل المؤسس - رحمه الله- وحتى وصلت اليوم ليكون الامين على حمل الراية خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز وما اختاره الله لابي متعب من أعضاد على جنبيه: ولي العهد سلمان الخير، و ولي ولي العهد مقرن - حفظهم الله جميعا.

الإضاءة السابقة تؤكد على أن بلاد الحرمين الشريفين التي فوقها بيت الله لا يمكن ان تدار الا بمن يسر الله له ذلك واختاره دون عباده, هذا بيته الذي قال فيه عبدالمطلب « للبيت رب يحميه» , وهؤلاء هم ضيوفه وزواره؛ فهل يترك القادر على كل شيء بيته وزواره ليقوم على رعايتهم الا من يختاره هو, سبحانه وتعالى له الأمر من قبل ومن بعد, حقيقة لامسها ابا الخيل وعيا وعلما وقدمها بطريقته الخاصة السلسة.

الإضاءة التالية، والتي أعجبتني هي عملية الربط بين اللحمة والتكاتف الوطني ودوره في منعة الوطن وقوته وبين التوجيهات الملكية التي برزت بتغييرات على مستويات القيادة وتنقلات كان لها الدور الاكبر في زيادة مستوى التكاتف والتلاحم الوطني من خلال التعزيز والرفد بقدرات جديدة تواكب العصر وتطوراته المستمرة, هذه الأوامر الملكية التي وصفها اباالخيل بانها تثلج الصدر والذي في وصفه هذا يؤكد على أن فكر القيادة في المملكة هو موافق لحاجات ومتطلبات الشعب السعودي.

بقيت إضاءة مهمة جدا وغاية في الخطورة وهي ما نتعرض له كشعب ومجتمع سعودي من هجمات منظمة من الخارج للتدليس علينا وعلى رؤانا وعقيدتنا السليمة, اباالخيل يؤكد على ان الحل الامثل هو المرتبط بالوعي داخل المجتمع السعودي وعدم انسياقه وراء المدلسين, هي التعبير الأمثل بالوصف حين نقول نحن لا نخشى جيوشا ودولا نحاربها في ميدان المعارك ولكن الخوف كل الخوف من داخلنا اذا سلمنا وعينا وعقولنا لهؤلاء المدلسين الذين لا يوفرون ولا يبخلون من جهدهم شيئا للنيل من تماسك الشعب السعودي والنيل من التفافه حول قيادته, الوطن كله كتلة واحدة ولا مجال فيه لأن يكون لهذا رأيه وذاك رأي مخالف, لكل منا حريته في التعبير على ان على الجميع ان يعرفوا ان امن الوطن خط أحمر لم ولن يسمح لأي كان تجاوزه.

هذه بعض الإضاءات وكلمة معاليه حوت الكثير مما يستحق القراءة والتمعن بروية، وتستحق ان تسمى ميثاقا وطنيا لعلاقة الحاكم بالمحكوم؛ فلله درك يا شيخنا ولا فُضَّ فوك.