Sunday 15/06/2014 Issue 15235 الأحد 17 شعبان 1435 العدد

ملاحظات توثيقية على ديوان محمد بن سليمان الصغير (1/ 2)

صدر مؤخرًا ديوان شاعر بريدة الحماسي محمد بن سليمان الصغير المتوفى سنة 1326هـ، من جمع وإعداد الأستاذ: عبد الله بن سليمان أبا الخيل. وبما أن أيّ عمل بشري يعتوره الخلل والنقص؛ فقد دوّنت بعض الملحوظات على هذا الديوان؛ ونظراً لضيق المجال فقد اقتصرت على الملحوظات التي تخص نسبة بعض القصائد إلى غير أصحابها.

(1): القصيدة رقم (12)، ص 89، والتي مطلعها:

لابتي تكفون حنا هل الديرة

لى انثنينا يا هله من يصاليها

أخطأ المؤلف في نسبته القصيدة إلى الشاعر الصغير، والصحيح أنها لشاعر عنيزة الحماسي: عبد العزيز بن صالح الغصاص المتوفى سنة 1328هـ، وقد وقع قبله في نفس الخطأ عدد من جمّاع الشعر النبطي، وهم الذين اعتمد عليهم جامع هذا ديوان، وهم: صالح بن سليمان العمري 1337 – 1411هـ، في مخطوطه الذي كتبه سنة 1364هـ، وإبراهيم بن صالح الحسين أبا الخيل 1345 – 1417هـ، في أوراق له مخطوطة، استفاد منها المؤلف، وعبد الله بن خميس في (أهازيج الحرب ص 155)، وما بعدها، ومنديل الفهيد في (من آدابنا الشعبية 3/191)، وسليمان النقيدان في (شعراء بريدة 2/32)، عليهم رحمة الله أجمعين.

وربما اعتمدوا على مخطوط الشيخ صالح بن سليمان العمري، فهو الأقدم. لكنني أستغرب كيف نسبها عبد الله بن خميس إلى محمد الصغير وهو الذي استفاد من مخطوطات الربييعي!!.

أما الراوية الكبير عبد الرحمن الربيعي 1309 – 1402هـ، - وهو من هو في الرواية والتحقيق – فقد نسب القصيدة للشاعر عبد العزيز الغصّاص، وهو صديق الشاعر، ومتقدم زمنياً على جميع الرواة السابقين. ومما يؤكد نسبتها للغصاص البيتان الثاني عشر والثالث عشر، وقد جاءا، عند المؤلف كالتالي:

بامر شيخٍ وافياتٍ شوابيره

ما حضر في هيِّةٍ وانثنى فيها

أبو زامل صالح نافلٍ غيره

بالدها والضد ييتم ذراريها

أما عند الربيعي فقد جاءا هكذا:

أبو زامل صالح نافلٍ غيره

ما حضر في هيِّةٍ وانثنى فيها

بامر أبو خالد طوالٍ شوابيره

بالدها والضد ييتم ذراريها

وعلى الروايتين يمدح الشاعر صالح بن زامل السليم، وهو الرجل الثاني في إمارة عنيزة آنذاك، ومن بيده زمام الأمور، فكيف يمدحه الشاعر الصغير ويترك أميره الشجاع صالح الحسن أبا الخيل؟! وعلى رواية الربيعي كيف يمدح أيضاً أمير عنيزة، (أبو خالد) عبد العزيز بن عبد الله السليم؟!.وممن نسب القصيدة للغصاص أيضاً الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السليم 1311 – 1402هـ.

(2): القصيدة رقم (17)، ص 100، والتي مطلعها:

يا طير ياللي تحوم

ودّ .........كلام

أوردها المؤلف في خمسة أبيات، ونسبها للشاعر الصغير، واعتمد في الرواية والنسبة على المرحوم إبراهيم بن صالح الحسين أبا الخيل 1345 – 1417هـ.

والصحيح أن الأبيات للشاعر إبراهيم الكنعاني، قالها سنة السطوة 1322هـ، وبعد مقتل فهيد بن سبهان وعبيد بن حمود بن عبيد الرشيد، اللذيْن كانا في عنيزة إبان حكم الرشيد، وقد جاءت الأبيات عند الكنعاني هكذا:

يا طير يا اللي تحوم

ما تفرس إلا السنامْ

على فهيد معزوم

وعبيد فوقه إدامْ

الشمري كالرجوم

جثيا براس العدام

وبشية الله لزوم

برزان يدعى هدام

وهذه الأبيات رواها لي الأخ إبراهيم بن خليفة الخليفة عن جدته لأبيه موضي بنت إبراهيم الكنعاني 1326 – 1415هـ، عن والدها إبراهيم الكنعاني.ومما يؤكد أنها قيلت في عنيزة، ما رواه لي عدد من رجالات عنيزة، أن أهل عنيزة كانوا يعرضون في (مجلس عنيزة)، بعد السطوة وبعد مقتل فهيد السبهان وعبيد الحمود الرشيد، ويشيلون أبيات الكنعاني، فلما وصلوا إلى البيت القائل:

وبشية الله لزوم

برزان يدعى هدام

كان من ضمن الحاضرين منصور بن علي الزامل ت 1357هـ - وهو رجل صالح ومتدين - قال: «إن صار قلناه، لكن ما هيب الحروة». والأبيات والقصة متواتران ومعروفان عند أهل عنيزة.

كتب - صالح بن محمد الخويطر

Salh3924@hotmail.com