Monday 16/06/2014 Issue 15236 الأثنين 18 شعبان 1435 العدد
16-06-2014

للمستقبل .. أسئلة تقنية

أسئلة المستقبل.. ما هي؟ ومن يصوغها ؟ ومن هو حري بالإجابة عنها؟ ثلاثة محاور استفهامية مهمة لا شك أنها ترسم ملامح العلاقة المحتملة بيننا وبين الآتي.. أو قل عنه: المستقبل، وفي رواية: المجهول.

فإن أردت أن تُدَوْزِنَ نغمات الفأل فقل عنها أسئلة «المستقبل» وإن كنت على الحياد فوشها بوسطية «الآتي» أما إن كنت من عُشَّاق نقد الذات أو جلدها فقل عنها أو رتبها على مقام أسئلة «المجهول» إلا أن المحصلة النهائية تؤكد على أهمية أن نستشرف الأفق، ونخطط لقادم أيامنا، ولا نبتئس من طرح أسئلة من هذا القبيل، لعلنا نصنع شيئا لهذه الأجيال التي لم تكتب بعد فكرتها الأولى، ولم تدون سلوكها المتوقع، أو تتبنى رؤيتها التالية.

أسئلة المستقبل من قبيل أهمية ترجمة الفكرة إلى منجز فاعل يحقق المتعة والفائدة، ومعرفة مستوى الطموح من أجل صياغة خطاب إنساني مدهش تتلاقفه الطاقات الشابة لتترجمه إلى فعل ينعكس على المنجز الآني.. فالأسئلة حول المستقبل مهمة، وإجاباتها لا شك أنها مفصلية حول الدور الذي يجب على الجيل الجديد أن يقوم به ليحقق ذاته وبناء حياته.

لكن في خضم هذه الأسئلة يمكن أن يشار إلى المرحلة بسؤال آخر.. من هو المخول بصياغة هذه الأسئلة؟ فلا يجدر بنا أن نتوقف عند الأمر وكأنه مجرد طرح أسئلة وحسب، إنما هو من قبيل الجراءة في طرح بدائل للواقع الذي نعيشه، ولا مشاحة من أن نتدبر الكثير من المعطيات التي يزعم بعضهم ـ والزعم كذب كما تقول العرب ـ أنها راسخة وهي في الأساس عادة اكتسبت مشروعيتها من تكرارها فقط على نحو منطق أو تصور الخصوصية في مجتمعنا التي نراوح فيها حتى أصبحت فضفاضة وتغطي كل شيء، ولا شك أن هناك من سعى جاهداً إلى تطوير وتجديد هذه الخطابات المتناسخة إلا أنه اصطدم بمعوقات كثيرة.

ومن أهم أسئلة المستقبل التي يمكن طرحها أيضاً هو ما يدور حول البيروقراطية التي تقف في وجه تطوير المرافق والمراكز الخدمية، والتجديد في البناء والأعمال والمنشآت، خدمة للمجتمع، ومن ثم إجابة عن أسئلة المستقبل التي تدور في هذا المضمون ولاسيما في مجال الخدمات التي لها علاقة بالتطور التقني والمعلوماتي المذهل.

حتى إن بعض الجهات تصرف على التقنيات الحديثة ومسالكها ومعابرها ملايين الريالات للوصول إلى المستقبل، إلا أن الأسئلة الضاغطة تطل برأسها وتئن من هول هذه التكاليف التي تصرف على بعض التجهيزات التقنية على نحو تطوير بوابة الكترونية لمنشأة خدمية ما، وقد تكون هذه الكلفة قادرة أن تطلق قمرا صناعيا متكاملا، لا أن تعد برنامجا عادياً لا يكلف عشرات الآلاف من الريالات، وهذه هي عينة من أسئلة المستقبل التي تبحث لها عن إجابة.

فهل بات المستقبل وما يحمل من قيم عصرية وأجهزة وتقنيات حديثة ووسائل اتصالاته مهددة بمثل هذه التحديات التي تواجه المشروع الإليكتروني الذي يغالي بعضهم في رسم تكاليفه واحتياجاته المالية وهو لا يعدو كونه نشاطاً معتادا يتعلق بتقنيات اليوم ومنجزاته التي يجب أن يتصدى لها الجيل الجديد بتكاليف مناسبة، وبرؤية تقاوم البيروقراطية التي قد تعيق فقد ظل بعض من جيل الخضرمة وبقايا أهل الطفرة وخصخصة سوق الخضار والبليلة والمعمول حتى اليوم يعتقد أن القادم أو الآتي أو المستقبل سيكون أفضل في ظل وجود طاقات شابة جديدة، إلا أن ما يظهر في بعض الأحيان ويكون صادماً حينما يواجه بأسئلة المستقبل وفرضياته الكثيرة.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب