Friday 20/06/2014 Issue 15240 الجمعة 22 شعبان 1435 العدد

وصفَ اتهامات نوري المالكي للمملكة بأنها مدعاة للسخرية .. سعود الفيصل:

لا يُمكن لأي أحد في العالم القول بأن هناك دولة تُحارب الإرهاب أكثر مما تُحاربه السعودية

جدة - عبد الله الدماس:

وصف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الاتهامات التي وجهها نوري المالكي للمملكة بأنها مدعاة للسخرية وقال: أنا سمعت اتهاماً من رئيس وزراء العراق يتهم المملكة أنها راعية الإرهاب، هذا الاتهام مدعاة للسخرية وهو يأتي في أعقاب البيان الذي أصدرته المملكة في تجريم الإرهاب وبخاصة داعش، كيف تريد أن تغيّر الواقع من شي إلى شيء آخر، هل بالكلام فقط، إن المملكة تؤيد الإرهاب، أعتقد أن أكثر بلد عانت من الإرهاب وكافحت الإرهاب ومستمرة في مكافحة الإرهاب ليس فقط على مستواها، ولكن بإيجاد قواعد وأسس للتعامل الدولي للقضاء على الإرهاب هي السعودية، فإذا كان لنا نصيحة للمسئول العراقي للقضاء على الإرهاب في بلاده، هو أن يتتبع السياسة التي تتبعها المملكة لا أن يتهمها بأنها مع الإرهاب، الإرهاب هو مكانه الذي ينجح فيه، والحمد لله بلادنا الآن نُظفت من هذا الوباء وعسى ألا يأتينا شيءٌ من جيراننا.

على أنه لا يمكن لأي أحد في العالم القول بأن هناك دولة تحارب الإرهاب أكثر مما تحاربه السعودية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم أمس في جدة عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في الدورة الواحدة والأربعين.

وقال الفيصل في جواب على سؤال عن أن المالكي ينوي الاتجاه للقانون الدولي ضد المملكة: اللجوء للمحاكم بالنسبة للإرهاب، أعتقد عليه أن ينتبه ألا تُرفع عليه في بلده دعاوى من عراقيين حول هذا الموضوع، هو الذي سمح للأحزاب أن تمتلك مليشيات إرهابية، مليشيا من هذا المذهب وأخرى من هذا المذهب، هو من أجج الطائفية فإذا كان سيُقاضى أحدٌ هو أولى من أي أحد ثانٍ.

وفيما يتعلق بحل المشاكل العربية بعيداً عن التدخل الأجنبي قال الفيصل: لا يمكن القول بأن المشاكل فقط من المنطقة، هناك تدخلات خارجية في كل هذه المشاكل تستغل ضعف الدول العربية في الوقت الراهن لتستثمر هذا الضعف وتجني ثماره، فالمكاسب التي تحصل عليها خسائر لنا، وإذا لم نلتف حول بعضنا وتعاملنا معها بالصدق والجدية المطلوبة وتكاتفنا مع بعض وأصبحت كل دولة تثق في الدولة الأخرى كما تثق في نفسها لمواجهة هذه التحديات لن نستطيع مواجهتها، المطلوب من الدول العربية أن تلتف حول بعضها، وهذا يُعبّر عن مدى حرص خادم الحرمين على ضبط الوضع في الدول المهمة في العالم العربي، وهو ما يُفسر الموقف الصلب الذي يقفه الملك عبد الله مع مصر الشقيقة لأنها عماد من أعمدة الصمود العربي، وهذا ما يجعله حريصاً على إنهاء المشكلة في سوريا وفي العراق حتى تكون هذه الدول التاريخية ركائز من ركائز الصلب العربي لمواجهة التحديات، ولكن الدول العربية لا تشكو فقط من الأمور الداخلية ولكن هناك تعديات خارجية يجب صدها.

وعن تهديد داعش لأمن الخليج خصوصاً في ظل الخلافات الخليجية، قال وزير الخارجية: ننظر للمجموعات الإرهابية بكل ريبة وحذر، ونستعد لها بكل الإمكانيات وهو وباء لا يستشري في الجسد العربي ولكن عالمياً ولنا خبرة طويلة معه.

أما بالنسبة للخلافات الخليجية وأنها ستوثر على قدرة الدول الخليجية للتصدي للإرهاب لا أعتقد ذلك، لأن الدول الخليجية تتعاون في إطار الإرهاب وهذا من مصلحتها جميعها، وليس هناك خلافات على هذا الموضوع، إنما الخطر هو نمو الإرهابيين في الدول المجاورة، وهذا ما يهدد بالانتقال لدول الخليج وهنا يجب أن يكون فيه مخططات لدول المجلس للعمل بقدر ما يمكنها ولديهم إمكانيات ولله الحمد وخبرة لمكافحة هذه الآفة.

وأضاف الفيصل: القضاء على داعش أول شيء وقبل كل شيء يجب أن يكون الإنسان واثقاً من عمله في بلده، إن ما يجب عليه أن يعمل للمواطن ومصلحته ولالتئام الناس والرابط الاجتماعي الذي يربط الوضع الداخلي بأن يكون وثيقاً ومحصناً، وإذا سلم الجسد أمكن مكافحة الوباء، وهو وباء كله وباء فكره وعمله وباء، المملكة أخذت مواقف لا غبار عليها ضد الإرهاب، لا يمكن لأحد أن يقول إن أحداً في العالم يحارب الإرهاب أكثر مما تحاربه السعودية.

وأوضح وزير الخارجية أنه لم يسمع بمقترح إيراني أو من منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب.

وعن وضع الرعايا السعوديين في العراق قال الفيصل: نتابع وضع السعوديين ونطالب بتسليمهم لنا، وللأسف لم نجد إلا مماطلة، يعدون ويخلفون، ويعدون ويخلفون، لا ندري ما هي التهم الموجهة لهم وغير راضين لأن يعطونا السبيل لمقابلتهم، وبالتالي وضعهم مؤلم وإذا كان العراقيون حريصين على علاقاتهم العربية أول شيء يفترض أن يتعاملوا مع الموطنين العرب بما يتطلبه الوضع من انضباطية، وعددهم 61 سعودياً.

وفي رد على سؤال عن تجربة خادم الحرمين لإقامة الحوار بين الأديان، ولماذا لا يتم تطبيق مثل هذه التجربة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قال الفيصل: في الواقع هناك مبادرة من خادم الحرمين الشريفين أعلنت في مكة عن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية، وهو في طور الإنشاء الآن.