Sunday 22/06/2014 Issue 15242 الأحد 24 شعبان 1435 العدد
22-06-2014

الآمال والطموحات بعد قمة القاهرة

إذا كان المصريون قد اعتبروا زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تواصلاً وتأكيداً مستمراً للدعم والمساندة السعودية لمصر حتى تتجاوز المرحلة العسيرة التي تمر بها، فإن العرب جميعاً وجدوا فيها نافذة جديدة لإعادة الهيبة للدول العربية التي تترنح أكثرها نتيجة الضربات التي يوجهها أعداء العرب والمسلمين، فزيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر تحمل دلالات ورسائل عديدة، ومن أهم عناوينها دعم الأمن العربي والاستقرار العربي، فالمملكة العربية السعودية ومصر كانتا ولا تزالان الجناحين القويين اللذين يرتقي بهما العرب عالياً، إن ظلا متاسكين ينسقان معاً. ومع أن الكثير يتحدث عن الدعم الاقتصادي السعودي والخليجي لمصر في هذه المرحلة، وأن الزيارة الملكية تأكيد على المضي قدماً في تفعيل الدعم السعودي والخليجي لمصر، فالملك أقرن القول بالعمل، وستكون المملكة القاطرة التي تقود الانطلاقة لتحسين الاقتصاد المصري، إذ يتواصل الإعداد وإجراء الاتصالات لعقد مؤتمر المانحين لمصر، وقد أعدت مصر ملفات اقتصادية تركزت على وضع خطط اقتصادية مبنية على إقامة مشاريع مشتركة، حيث تعول على إطلاق خطط استثمارية على أساس الشراكة المثمرة لمصر وللأطراف المساهمة في الخطة الاقتصادية. ومع أن الشق الاقتصادي كان قد أخذ جانباً من مباحثات القمة السعودية المصرية، إلا أن قضايا المنطقة التي تعصف بأكثر من بلد عربي قد أخذ الجانب الأكبر من المباحثات، فبالإضافة إلى الوضع في العراق وسوريا وفلسطين، كان الهاجس والهم الذي استحوذ على مباحثات القائدين العربيين هو تحصين الأمن العربي الذي أصبح مخترقاً من جهات عدة، فبالإضافة إلى أطماع القوى الأقليمية والدولية التي تريد أن تنحي العرب عن الأخذ بزمام الأمور، واتخاذ القرار المناسب الذي يحفظ المصالح العربية، فهناك تنامٍ للجماعات الإرهابية المتطرفة التي لا تقتصر على طائفة محددة، ومثلما ينشط إرهابيو «داعش» والقاعدة والمليشيات المرتبطة بها، تقوم المليشيات الطائفية الأخرى كحزب الله وأبي الفضل العباس والحوثيين وعصائب الحق وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي ثبت ارتباطها وتمويلها من قبل إيران التي تسعى إلى العبث بأمن المنطقة العربية.

الآن الحريق يتسع في أراضي العرب، فبعد سوريا تستعر الحرب الطائفية في العراق، وتتجه النيران إلى لبنان واليمن، وهناك أكثر من بلد عربي في مرمى نيران الطائفية، ولهذا فإن العرب جميعاً يتطلعون إلى تحرك عملي من قبل أقوى دولتين عربيتين قادرتين على إخماد هذه الحرائق، ولهذا فقد كانت الآمال العريضة معلقة على نتائج قمة القاهرة لما عُرف عن حكمة خادم الحرمين الشريفين وأخيه الرئيس السيسي الذي أثبت أنه قادر على التعامل الجيد والحكيم مع جسامة الأحداث.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب