Sunday 22/06/2014 Issue 15242 الأحد 24 شعبان 1435 العدد
22-06-2014

التطوير والتجديد والدعم المالي الكبير يحتاج إلى تجديد الدماء القيادية لمواكبته

«لن نسمح بأي تجاوزات سلبية وسنرفع من مستوى المعلم» عبارتان جميلتان لطيفتان على السمع ثقيلتان في الوزن والمعيار, - من وجهة نظري المتواضعة - وخبرتي التعلمية المتراكمة - الأولى تخص الإدارة التنظيمية والتعليمية والقيادية وهي عامة وشاملة لكل عمل وعطاء وفق اللوائح والأنظمة الموضوعة والأخرى خاصة شخصية في الهدف والمعنى تلامس وجدان المعلم في الميدان التعليمي وأقصد به (المدرسة) فقط من أجل رفع مستوى العطاء والبناء في العقول والأنفس، مثل هذه العبارات التي تنطلق من هامة وقامة ذات علم وتبحر في الحياة العامة والمدلول الثقافي والأفق الراسي النظرة، تجعل القلوب مطمئنة على مسيرة التعليم العام في بلادي، هذه العبارة الني أوردتها هي ما صرح به صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، وزير التربية والتعليم، في أضخم لقاء تعليمي ضم ألفاً من المسئولين في الوزارة استعداد للعام الدراسي القادم - إن شاء الله - هذه العبارة على طريقة (إياك أعني) بأسلوب لطيف دون تجريح، ولكنه مغلف بنظرية استئصال التسيب والإهمال وبالتالي وصلت الرسالة لمعناها العام والخاص كخطوة من خطوات التصحيح والبناء، لاشك أن طموحات سمو الوزير ووطنيته وحبه للمجتمع السعودي هو دافعه الأول لتنفيذ ما أوكل اليه من أمانة وما راهن عليه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بأن يصل سموه بالتعليم الى مصاف دول العالم الأول هو هدف مشروع وحق موضوع كل الوطن بأطيافه نساءه ورجاله يحلمون هذا الحلم الكبير وهناك فئة أكثر ترقباً وشغفاً ولهفة لرؤية ذلك اليوم العظيم الذي يصنف التعليم فيه في المملكة العربية السعودية بمصاف تلك الدول هذه الفئة عاشت بين اروقة التعليم ردحاً وعاصرت تقلباته زمناً وغادرته طوعاً ونظماً وأصبحت خارج الإطار الشرعي للتربية والتعليم بحكم (التقاعد) لكنها تنظر برؤية مختلفة عن المجتمع لأنها بخبرتها تدرك أن المهمة جليلة، وأن الأمر يحتاج إلى سنين من العمل الدؤوب والصبر وتحمل كل تبعات العمل الجريء والمخلص لأن نظرة سمو الكريم هي الارتقاء إلى الأعلى والروية إلى الفضاء الرحب في العالم المتسارع في التطور والتقدم تقنياً وفنياً وتنظيميا وقيادياً، ونظرية الارتقاء تحتاج الى جهد مضاعف ودفع مستمر ومثابرة كبيرة لذلك من يشكك في هذه القامة الكبيرة والهامة العالية يكون في حكم من هو جاهلا جهلاً مركباً أو حقوداً حاسداً على المجتمع التعليمي،لكن التخطيط والرؤية للمستقبل في العادة تنطلق من النفس ذاتها تيمناً في قول الحق تبارك وتعالى « وفي أنفسكم أفلا تنظرون « تطبيق هذه الآية حتى في المجال التنظيمي والتعليمي والقيادي تكون سر التقدم والبلوغ الى قمة الجبل ورفع راية النصر في تحقيق الهدف. لذلك أرى - من وجهة نظري - ان الوزارة تحتاج الى التجديد والرؤية النفسية تحتاج الى تجديد نفسها أولاً من خلال تجديد كل القيادات القائمة على أساس ضخ دماء جديدة مطعمة بروح الانتقاء والسيرة العلمية المناسبة من مختلف التخصصات سواء على المستوى التعليمي أو الإداري أو القيادي أو التنظيمي ضمن خطة موضوعه خاصة ونحن نملك ما يقارب (25) جامعة إضافة إلى جامعتين العام القادم - إن شاء الله - وعدد من المعاهد التدريبية المتخصصة وتجديد القيادات التعليمية بالوزارة أولاً هدف ورؤية مناسبة لأنهم - الله يعيطهم العافية - قد أعطوا ما لديهم ووصلوا الى حد معين من خلال معاصرة ما يقارب من (3-4) وزراء تربية وتعليم، ولن يستثى أحداً بدعوى ان هؤلاء خبرات وثقل تعليمي استشاري لا يمكن التخلي عنه أو من يحل مكانه وهذه مقولة وحجة من يتشبث بالمنصب كنوع من الوجاهة الاجتماعية والمكانة العلمية ونسي وتناسى أنه لوكان للخبرة والثقل التعليمي وزن لما استغني عن المتقاعدين الذين كل سنه يتم تكريمهم بالوزارة فلم يلتفت أحد لخبراتهم بدعوى انهم اعطوا ما لديهم ولا جديد يمكن أن يفيد يقدمونه للوزارة، ولذلك نرى من هم على رأٍس العمل من القيادات التي أمضت ردحاً من الزمن يقفون عاجزين في مرحلة من المراحل الزمنية في القيادة العليا أمام التدفق الكمي والكيفي من المعارف العالمية والتقنية التكنولوجية خاصة في ظلها المتسارع من جهة وعدم امكانية مواكبتهم للتطور بالتدريب المكاني أو الزماني بحكم الفهم والسن واللغة ومن جهة ثانية العديد من المعوقات الذاتية والفلسفية التي تقف بل وتعطل مسيرة التقدم التطويري للوزارة التي رسمها سمو الوزير ضمن أجندة موضوعه لسنوات مستقبلية، وكما يقول المثل الشعبي»لا يأخذوا زمنهم وزمن غيرهم». فليكن مثلنا الذي نردده «لكل زمن دولة ورجال» هو شعارنا في التطبيق الفعلي للتطوير والإنجاز في أضخم جهاز وزاري بالدولة عددا ومالاً.

هذه خاطرة جاءت متسارعة ومتدفقة بعد أن قرأت بتمعن كلمات سمو الوزير وبعد أن عصفت بي الذكريات العطرة في أروقة الوزارة العظيمة وما يحمله كل مسؤل على ظهره من أمانة ومسؤولية، فتولد هذا الإحساس مدفوعاً بحب الوطن من أجل مستقبل الوطن وأجيال الوطن.

والله الموفق..

Alanazy111@Hotmail.com

مدير عام التعليم الأهلي للبنات سابقا - وزارة التربية والتعليم

مقالات أخرى للكاتب