Sunday 22/06/2014 Issue 15242 الأحد 24 شعبان 1435 العدد
22-06-2014

الشئون الإسلامية ... ورمضان

بلادنا تميزت عن غيرها من بلاد العالمين، بأنها مأرز الإيمان، تهوي إليها أفئدة المسلمين المؤمنين في كل يوم خمس مرات، ناهيك عن شد الرحال إليها لزيارة المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأداء فريضة الحج والعمرة والزيارة، والمسلمون قاطبة يتباشرون بمقدم شهر رمضان ويعدون له العدة، تأسياً بسلف هذه الأمة، وكان من أخص خصائص هذا الشهر أنه شهر القرآن، تشنف الآذان في لياليه بسماع القرآن وهو يتلى في صلوات التراويح، يتبارى المقرئون فيه، مما يضفي على الأجواء المحيطة بالمساجد والجوامع أجواءً إيمانية لا مثيل لها، الكل في الطرقات والأسواق والمحال والمنازل، يسمع آيات الله تتلى، يتدبرها ويتأثر بها، تطرد الشياطين وتخوف الجبابرة، وتدعوهم لأداء هذه النوافل وتحثهم على التواصي بالخير والتعاون على البر والتقوى، في هذه الآيات التي تصدع بها المكبرات الصوتية من على المآذن المرتفعة، يشعر المؤمن بروحانية ليالي رمضان الكريم، عجبت من تصريح لأحد مسئولي وزارة الشئون الإسلامية يتكرر في إحدى صحفنا المحلية كل ما اقترب هذا الشهر الكريم، يقول فيه أن وزارته وجهت بقصر مكبرات الصوت في صلاة التراويح على استعمال السماعات الداخلية فقط،علقت عليه أم عيالي بقولها (وشلون نبي نصير بدون ما نسمع المساجد في رمضان) عندها تحركت مشاعري تأييداً لوجهة نظرها، وقلت في نفسي أكتب مقالاً أستعطف فيه إخواننا أصحاب القرار في وزارة الشئون الإسلامية، لعل وعسى، نحن في هذه البلاد اعتدنا منذ عرفنا الحياة على هذه الهيئة التي نشعر بالطمأنينة والروحانية من خلالها، حتى اعتبرناها من أخص خصائص هذه الدولة التي انفردت بها واعتز بها المجتمع، لا تنفك عنه، مثل هذا الإجراء يتم عادة في البلاد متعددة الأديان وإن كانت الغالبية فيها مسلمة، أما وأن هذه البلاد تدين بالإسلام وأهلها مسلمون بالفطرة، وقامت في الأساس على هذا الدين القويم، فليس ثمة مبرر لهكذا توجيه يسلبنا خصيصة من خصائصنا، والأغرب من هذا كله، كيف تتبنى هذه الوزارة مثل هذه التوجهات؟! أليس الأولى بها أن تلتفت للعناية بالمساجد من حيث النظافة وتأمين المستلزمات الضرورية لها وتبعد عن كل ما يتعارض مع شؤون العبادة وما يدعو لها، مساجدنا في حالة يرثى لها، معدومة النظافة، لماذا لا تكلف شركات كبيرة قادرة على القيام بالعناية بها على الوجه المطلوب؟ لماذا لا تكون مساجدنا على الأقل كالمساجد في دلة الإمارات العربية المتحدة وخاصة في دبي والشارقة، هناك قمة في العناية والنظافة،العامل واقف في دورات المياه، بمجرد ما يخرج الداخل، يقوم بملاحظتها ويتعاهد أمورها المعروفة، ناهيك عن فرش هذه المساجد ومتابعة أمورها الخاصة من توفر المياه وعدم انقطاعها ومستلزمات الإنارة والتكييف وملاحظة النواقص وتكميلها، حالة مساجدنا غير سارة بالمرة، ووزارة الشئون الإسلامية نائمة، وهي التي يوجد فيها وكالة خاصة للمساجد لم تقم بدورها المطلوب ولا أدري ما المبرر لوجودها والحالة تلك ؟ هذه الوزارة طفقت بتتبع أمور ثانوية وأغفلت الجوانب الجوهرية، ما أجدر أن تعيد هذه الوزارة النظر في قرارها منع مكبرات الصوت في صلاة التراويح وتترك عباد الله في حالهم، نعم نحن مع عدم الإزعاج ومع مطلب إبعاد العدد الكثير من المكبرات ومع الصوت المتوسط الندي، والقاعدة تقول( لا ضرر ولا ضرار) أما إلغاؤها بالمرة، فهو توجه غير سليم واجتهاد غير موفق، لا يتناسب مع طبيعة مجتمعنا المسلم بالفطرة، يا أخي الكنائس في البلاد النصرانية تزعجك بقرع أجراسها، ولم يطالب أهلها بإلغائها ولا حتى تخفيض صوتها، وهي ليست على حق، تصوروا لو أن مساجدنا يصلى فيها صلوات التراويح ولا تسمع لها همسا، كيف سيكون حالنا؟ ما أجمل الحارات والشوارع والطرقات، يوم تعج بهذه الأصوات الندية والكل يكبر ويهلل ويسبح ويحمد الله على هذه النعمة، ندعو الله ألا يرينا يوماً أسود نجبر فيه على عدم سماعنا لنداء الحق وسماع قرآنه يتلى بالآفاق، دعوة صريحة لوزارة الشئون الإسلامية بألا تحرم العباد، روحانية وجمال هذا الشهر الكريم، وأن تكون عوناً لدواعي الخير والسعادة في بلد الإسلام والإيمان والأمن والراحة والاطمئنان، المجتمع يتطلع إلى مبادرات جذرية تضطلع بها وزارة الشئون الإسلامية، تعنى بالعناية ببيوت الله كما أرادها الله ورسوله لها، لا أن تدخل في صراعات جدلية عقيمة لا تقدم ولا تؤخر،كما هي مع هذه المكبرات التي تشغلنا بها كل عام، حتى باتت (ديباجة) نسمعها من مسئوليها، كلما اقترب شهر الخير والبركات، وكأنها أس المشاكل والعقبات، ياجماعة، اتركوا عباد الله، يتلذذون بعباداتهم، ويسمعون كلام الله يتلى في الآفاق، فنحن في شهر القرآن...ودمتم بخير.

dr-al-jwair@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب