Sunday 22/06/2014 Issue 15242 الأحد 24 شعبان 1435 العدد
22-06-2014

ألفة بعد صراع!

في مطلع التسعينات الميلادية كانت القصيدة التجديدية تصارع في ضراوة لفرض مساحة لها وسط خارطة تكتظ بالشعر التقليدي حيث القصائد تجتر مفردات وصور وتراكيب الآباء والأجداد مع بعض الإضافات البسيطة التي لا تمس هيكل القصيدة حيث كانت دلاء الشعر الشعبي تمتح من شعر الماضي جل مكوناتها.

في الجانب الآخركان دعاة التجديد يرون أن القصيدة الكلاسيكية لا تستوعب أفكارهم وتتقاصر دون مواهبهم ولا تواكب حاضرهم وعصرهم وكان الأغلبية منهم يدينون لها بالفضل ولكن يرون أن دورها قلّ وضمر دون استيعاب متطلبات العصر والنمو المعرفي والحضاري الذي فتح أبوابه للجميع. كانوا موقنين أن الشعراء السابقون مخلصون لمواهبهم صادقون مع أنفسهم وبيئتهم لكن الظروف تبدلت والزمن تطور والوعي والثقافة والعلم أفرزت معطيات جديدة تلقي بظلالها على الجميع ولابد أن يكون الشاعر المعاصر انعكاسا لحاضره بكل معطياته لا مرآة لماضيه فقط.

القصيدة الجديدة أو الحديثة - سمها ما شئت - لم تكن مقبولة في بدايتها من ذوائق اعتادت على نسق واحد من الشعر وألفته وتعودت عليه لكنها مع مرور الوقت وجدت الكثير من المتلقين والمرحبين وأصبحت تنافس في قوة شقيقتها التقليدية وتزاحمها في الكثير من المنابر.. وقد تسلل إلى التجديد في الشعر في بدايته بعض الأسماء التي شوهت صورته بسبب إغراقها في الغموض وجنوحها إلى الطلسمة! لكن سرعان ما تلاشت هذه الأسماء وظلت سفينة التجديد تواصل رحلتها نحو آفاق جديدة ورحبة.

الآن وبعد صراع محتدم تسير القصيدة التجديدية جنبا إلى جنب مع شقيقتها التقليدية ولكل منهما عشاقة ومريدوه.. ويبقى الشعر هو الفيصل في كلا النسقين.

خطوة أخيرة:

لـ(علي الريض)

تعبت من الحنين وكسرة الخاطر وضيق البال وأنا صوتي أنين وصورة أيامي رمادية

alahmad9090@hotmail.com

تويتر AhmedALNasser99

مقالات أخرى للكاتب