Monday 23/06/2014 Issue 15243 الأثنين 25 شعبان 1435 العدد
23-06-2014

جناية الإسلام الحركي على المستقبل 1-2

القاعدة، حزب الله، داعش، عصائب الحق، بوكو حرام، أبو الفضل العباس، حركة الشباب، أنصار الشريعة إلى آخره. استعرض ما تختزنه ذاكرتك عن هذه المسميات ثم حكم عقلك وأجل عاطفتك وحاول التحقق مما تعنيه وتقدمه لك هذه الحركات، خصوصا ً لمستقبلك ومستقبل ذريتك من بعدك، في الداخل والخارج.

هل تعتقد أو على الأقل تظن، أن أيا من هذه المسميات الحركية (الجهادية تجاوزا) تفتح لك باب الأمل في تحقيق عدالة شرعية أو نظام اجتماعي تستطيع العيش فيه مع جيرانك بأمان، أو تعليم نهضوي يستخدم المواهب العقلية أو حريات شخصية مكفولة في إطار الاحترام المتبادل لحريات الآخرين، أو أي شيء إيجابي قد يخطر على بالك؟.

ثم فكر مرة أخرى فيما قدمته لك بالفعل أي واحدة تختارها من هذه الحركات، من فقدان الشعور بالأمن وفقدان الأمل بالمستقبل والتقييد الإضافي على حرياتك الشخصية المحدودة في الأصل، ومن التجهيل المتعمد بإلغاء العقل والتفكير لصالح التبعية العمياء، والاستباحة الاجتماعية لأرواح ومقدسات وممتلكات وأعراض الآخرين، وكل ماهو سلبي قد تستجلبه ذاكرتك وتحقق بالفعل.

المشترك الجامع بين هذه المسميات الحركية أنها ثآليل سرطانية نبتت من داخل الإسلام الحركي السياسي الإقصائي العنصري، وأنهاكلها شديدة الشبه لدرجة التطابق بما يسمى «الفيالق الأجنبية» التي تحرص أغلب جيوش العالم على الحصول عليها كإضافة عسكرية إلى أجنداتها.

الفيالق الأجنبية (وتسمى أيضا فرق المحاربين المرتزقة) تواجدت عبر التاريخ في كل جيوش العالم. كتائب الخليفة المعتصم التركية وجنود الانكشارية في الدولة العثمانية والفرق المغاربية والسنغالية، وكذلك الفيلق الأجنبي في الجيش الفرنسي والكتيبة الهندية في الجيش البريطاني الذي غزت به أفغانستان، والمجندون من أجل التجنيس الذي غزت به أمريكا العراق، كل هذه المسميات تنطبق عليها أهداف وممارسات الحركات الجهادية في الوقت الحاضر وما هو أكثر من ذلك.

خذ أي حركة جهادية حالية تدعي أنها إسلامية، وابحث في أصولها وتفرعاتها وتمويلها، سوف تعثر لها على ارتباط مصلحي أجنبي ليست له صلة واضحة ومنطقية بمصالح الجماهير والأوطان التي تدعي الجهاد من أجلها.

مجرد ثآليل سرطانية تتسول مرجعياتها في الإسلام الحركي لكنها تتحرك خارج أدبيات الإسلام نفسه، مثل أغلب منظري الإسلام الحركي أنفسهم.

بقية الموضوع في الحلقة القادمة

- الرياض

مقالات أخرى للكاتب