Wednesday 25/06/2014 Issue 15245 الاربعاء 27 شعبان 1435 العدد
25-06-2014

عنوان المرسَل إليه غير معلوم..!!

نصف طن من الكوكايين عالي النقاوة تم ضبطه -مؤخراً- في حاوية كانت على ظهر باخرة قادمة من أمريكا الجنوبية إلى ميناء جدة الإسلامي؛ فهل من جديد؟ لا جديد؛ فهذا ما تفعله وتمارسه عصابات الاتجار بالمخدرات وهي شبكات مترابطة عبر القارات ويعمل فيها آلاف المجرمين الذين يعيشون على تعاسات الآخرين!

لكن ما لفت انتباهي هو إجابة المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي على سؤال لجريدة الشرق حيث قال: «لم يتم القبض على أحد في المملكة، وذلك لوجود الشبكة الإجرامية المهربة للكوكايين في الخارج».

وقال إن هناك جهوداً للتنسيق مع الجهات المختصة في الخارج لملاحقة المجرمين والقبض عليهم.

إذا كان نقل الصحيفة دقيقاً فإنني أود أن أتوجه لسعادة اللواء التركي بأسئلة ربما تبدو ساذجة ولكنها مطروحة كثيراً من قبل الرأي العام.

أسئلة مثل: أليس على البضاعة التي في الحاوية عنواناً للمرسَل إليه في المملكة؟ لمن تعود ملكية هذه الحاويات؟ أهي لشركات أو أفراد في المملكة؟ أم أن المملكة مجرد محطة وممر عبر شبكة عالمية عريضة؟

لا أتصور أن هذه الحاويات التي تضم «بضاعة غالية الأثمان» هي مرسلة إلى «لا أحد» في المملكة!

المجرم الذي أرسلها من خارج المملكة يناظره مجرمٌ آخر داخل المملكة.

نحن نعرف أن الجهات الأمنية في المملكة تبذل جهوداً كبيرة في ملاحقة مهربي المخدرات ومروجيها والقبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، وهذه الجهود هي التي تخفف من استفحال مشكلة المخدرات ولولاها لتضاعف حجم المشكلة أضعافاً مضاعفة.

لكن هذه المشكلة التي تفتك ببعض مواطنينا من الشباب وغير الشباب التي عادة ما يُقال أنها ذات أبعاد خارجية تجد جذورها الأساسية في الداخل، ولولا أن هناك من يستفيد من هذه التجارة في الداخل ويتاجر فيها لما وجدت الأطراف الخارجية التي ترسلها للمملكة أي جدوى من تصديرها إلينا وستتوقف من تلقاء ذاتها عن تصديرها.

أحياناً نقرأ أخباراً عن إلقاء القبض على مهربين من جنسيات معينة لا تتعدى الكمية المهربة التي بحوزتهم حداً متواضعاً نسبياً، ومن حقنا أن نشعر بالسعادة حين نعرف أنه تم القبض عليهم لأن قليل المخدرات شرٌ مستطير مثلما أن كثيرها أيضا شرٌ ودمار للأفراد وللمجتمع.

لكن الأهم من القبض على هؤلاء المهربين الصغار هو القبض على الرؤوس الكبيرة التي تدير هذه التجارة وتتكسب منها.

بالطبع ليس من السهل معرفة عنوان «المرسَل إليه» في المملكة، خاصة إذا كانت المملكة مجرد «ممر» لكن معرفته هي المفتاح الحقيقي لمعرفة الجناة الحقيقيين. هؤلاء هم الرؤوس الكبيرة التي تهدم المجتمع.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب