Thursday 26/06/2014 Issue 15246 الخميس 28 شعبان 1435 العدد
26-06-2014

دناءة أتباع الإسلام السياسي !

سيسجل التاريخ أن التوسع في فتح الجامعات في كل المناطق، وبرنامج الابتعاث، كانا من أهم المشاريع التنموية لعهد خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فلا زلت أذكر أثناء عملي أستاذا، ثم عميدا بجامعة الملك سعود بالرياض، أنه لا شئ يحرجنا، خصوصا أمام الأقارب، مثل الشفاعة لمقعد جامعي، اذ كانت الجامعات قليلة، والمقاعد محدودة، أما فرص الابتعاث فقد كانت نادرة، وكل هذا انتهى الآن، اذ يندر أن تجد من يشتكي من هذا الأمر، ناهيك عن أن يبحث عن شفاعة، ومع كل هذا الجهد الحكومي الجبار، وغير المسبوق، إلا أن أتباع التنظيمات الدينية المسيسة السعوديين لا يعجبهم هذا النجاح، اذ هم يقتاتون، ويثيرون الدهماء من أتباعهم عن طريق التحريض على الدولة بأنها مقصرة تجاه شبابها، ثم لما فتحت الدولة الباب على مصراعيه، وأنفقت المليارات، على برنامج الابتعاث، استمروا في تحريضهم على الدولة بحجة «التغريب»، وبالمناسبة، فهؤلاء المناهضون للتغريب تعتمد معيشتهم على ما ينتجه الغرب، بل هم من أشد الناس إسرافا في الترف، عن طريق استخدام المنتجات الغربية!.

قبل أيام، فجعنا بمقتل شابة سعودية تدرس في بريطانيا، رحمها الله، وغفر لها، وعوضها عن شبابها بجنته، وحوادث القتل تحصل في كل زمان، ومكان، وأسبابها متعددة، وكالعادة استغل أتباع الدين المسيس هذه الفاجعة للطعن في برنامج الابتعاث، والنيل من الدولة، ولم تسلم هذه الشابة العفيفة، وابنة الأسرة الكريمة من أذى ألسنتهم النجسة، وأقلامهم المستأجرة، ولا يوجد ما هو أحقر من استغلال مأساة إنسانية مكتملة الأركان في صراع سياسي، ولكن هذا هو ديدن من يستغل الدين العظيم لمآرب دنيوية، وشخصية، وكان في مقدمة الركب، ذلك الكاتب الذي أجر قلمه، وربما عقله لهذه الفئة، فهو يعشق التصفيق، والإطراء بشكل مرضي، إذ هو دوما، وقبل أن يكتب، يتخيل نفسه في مسرح مليء بجماهير أتباع الدين المسيس، ثم يفكر في أفضل طريقة تجعلهم يصفقون، ويطربون، ولتذهب المبادئ بعدها إلى الجحيم، ولئن كنا نعرفه بهذا السلوك الإنتهازي منذ زمن، إلا أنه تجاوز كل الحدود مؤخرا، سواءا في هذه القضية أو غيرها.

أيضا، دخل على خط المزايدات، في هذه المأساة الإنسانية، مقيم يمتهن الوعظ في بلادنا، وكأن وعاظنا المحليين لا يفون بالغرض، أو كأننا بحاجة لوعظ مكثف، ونحن في بلد الحرمين، ومهبط الوحي، ومنبع التوحيد، كما أن بلدنا، ومنذ تأسيسها، تحتضن فوق أرضها، وتحت ثراها آلاف العلماء الأجلاء، وقد عاود أخونا هذا قدحه في برنامج الابتعاث، موحيا بأن الابتعاث هو السبب في تلك المأساة، مع أنه آخر انسان يحق له أن يتكلم في هذا الأمر، لأسباب تمنعني مروءتي عن ذكرها، والخلاصة هي أن قضايانا، للأسف، أصبحت مشاعة للكل، سواء من يستغلها، بكل دناءة، لأسباب سياسية، أو من يزايد علينا من خلالها في ديننا، فاللهم ارحم الشهيدة، وانتقم من أعدائها، وأعدائنا في الداخل، فهم أشد خطرا من أعداء الخارج.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

تويتر @alfarraj2

مقالات أخرى للكاتب