Thursday 26/06/2014 Issue 15246 الخميس 28 شعبان 1435 العدد
26-06-2014

المرحوم محمد أبو عمير كما عرفته

علاقتي بالأخ العزيز محمد أبو عمير مدير عام مكتب الرئيس العام لرعاية الشباب - رحمه الله- ليست وليدة عمله برعاية الشباب، فقد لا يعرف الكثيرون أن المرحوم بدأ الحياة العملية في مدينة الرياض من خلال جريدة الجزيرة وفي قسم الصياغة بالذات إلى أن انتقل للعمل مع سمو الرئيس العام وحظي بثقته ودعمه وظل ملازماً له حتى أصبح مديراً لمكتبه وشخصية مميزة في مجال عمله.

زاملته عن قرب وعن بعد وأدركت أنه شخصية مميزة عن الآخرين؛ فهو من الأشخاص النوادر القلائل الذي حقق النجاح ووصل لأعلى المناصب والمراتب وأهمها بصمته وهدوئه ووقاره وحكمته ساعده بلا شك على ذلك عمله وحماسه وإخلاصه وولاؤه وهو الأمر الذي مكَّنه وفي فترة وجيزة أن يكون عوناً وسنداً وساعداً أيمن لسمو الأمير نواف بن فيصل والذي وجد فيه الشخص المناسب والأمين على العمل والمؤتمن على خصوصيته والحريص على إنجازه في انسيابية تامة، ديدنه في ذلك محبته لسموه وإخلاصه في العمل فما يجمع بين الاثنين هو مسيرة درب واحد وعلاقة شخصية حميمة بدأت قبل أن يلتحق الاثنان برعاية الشباب.

وغير هذا وذاك فإن المرحوم رغم وقاره الظاهر وأدبه الباهر وعمله الماهر كان صاحب نكنة حاضرة وروح مرحة وتعليقات طريفة مقتصرة ومحدودة على من حوله من محبيه الذين يبادلونه التعليق والمزاح بعيداً عن التكلّف والرسميات التي تتسم بها علاقة معظم الزملاء في العمل بحكم المناصب وتدرج المراتب!

لذا فهو قد كسب قلوب الناس من العاملين معه قبل سواعدها وعقلوها وكسب روحها وإخلاصها قبل أن يكسب ركضها وأجسادها.

رحم الله أبو عمير الإنسان وجبر الله مصيبة أمير الشباب الذي تعتبر خسارته فيه مضاعفة؛ فقد خسر برحيله الأخ والزميل والسند والعضد ومن يكتم الأسرار ويبقى دائماً وأبداً على الوعد والعهد. وألهم الله أهله الصبر والسلوان على فقدانهم ابناً باراً بهم وعوناً لهم على حوائج الدنيا ومتطلباتها بماله ووجاهته ومكانته.

وأحسن الله عزاء الرياضيين في فقيدهم الذي حتى وهو يفارق هذه الدنيا إلى الدار الآخرة فضّل أن يظل كما هو في حياته وأن يودعهم بهدوء وصمت دون أن يزعجهم بآهات وصيحات المرض والأنين.

كما نسأل المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل الجنة مثواه وأن يظله بظله يوم لا ظل إلا ظله ولا رحمة إلا رحمته ولا عفو إلا عفوه وأن يتجاوز عنه وأن يجمعنا به إن شاء الله في فردوسه الأعلى.

والحمد له عزَّ وجلَّ على قضائه وقدره رضينا بحكمه ونافذاً فينا أمره ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

( إنا لله وإنا إليه راجعون )

مقالات أخرى للكاتب