Friday 27/06/2014 Issue 15247 الجمعة 29 شعبان 1435 العدد

صاحبة الكرسي البنفسجي

صالح محمد الخزيم

من الصعب جداً أن تعيش مع أحدهم صباح مساء تلعب وتقرأ وتنام معه ثم تفقده فقداً بلا عودة، بالتأكيد أنك ستجد فجوة وفراغا كبيراً لا يملؤه أحد من بعده، وهذا ماحصل للمحامية الأمريكية (نينا سانكوفيتش) التي فقدت شقيقتها بعد صراع مع مرض السرطان لتعيش بعدها في حزن كبير، حاولت نينا التخلص من حزنها من خلال الجري واللعب وممارسة هواياتها المتعددة وحاولت أيضاً الالتزام بتعليم الأطفال، وجربت كل طريقة لكن لازال هناك حزنٌ عالقٌ في صدرها!

لقد فكرت بطريقة جديدة للتخلص من الحزن وهي أن تبدأ بالقراءة في الكُتب وتلخصها لمدة عام كامل بمعدل كتاب كل يوم، لقد جلست نينا على (كرسيها البنفسجي) وبدأت خطتها في أكتوبر 2008 واتفقت مع زوجها أن تحصل على إجازة من العمل خلال العام لتلتزم بما بدأت به. تقوم نينا كل صباح وتودع أبناءها الأربعة في باص المدرسة وتنطلق لتقسم الساعات الست القادمة مابين القراءة والكتابة، وتلتزم أن تنجز كتاباً كل يوم وتكتب عنه في مدونتها في اليوم التالي، وما أن يعود أبناؤها في المساء حتى تعد لهم الطعام وتحكي لهم بعض الحكايات التي وجدتها خلال قراءتها. لقد كان الكل يساندها في التزامها زوجها وأبناؤها وحتى أمين المكتبة الذي تستعير منه الكتب الجديدة كل يوم.

في أكتوبر 2009 انتهى العام الذي حددته نينا وقررت جمع حصيلة القراءات في كتاب أسمته (تولستوي والكرسي البنفسجي)، لقد وجدت في صفحات الكُتب أُنسها وأخرجت بعض مافي قلبها من حزن لتخرج معه بعد عامٍ كامل كتابها الجميل، وفي مدونتها أيضاً وجدت التفاعل وأصبح الكل ينتظر ما تكتب كل يوم، تقول نينا: (اقرأ بينما تنتظر، اقرأ بينما تأكل، اقرأ بينما تتمرن).

عندما تمسك الكُتب وتقرأ فأنت تتنقل بين العقول، وتسافر لأقصى العالم وأنت جالسٌ في مكانك دون أن تركب البحر أو تطير في السماء أو تقطع الصحاري.

علموا أطفالكم القراءة مبكراً لينهضوا بعقولهم وعقول أسرهم، فالأمم التي تقرأ دائماً ماتكون في المقدمة.

تزيد المعرفة ويتكون الإبداع وتُصقل الشخصية وينطلق اللسان وتقوى الحُجة من خلال القراءة واكتشاف العقول الموجودة في صفحات الكُتب. !

جدد حياتك واقرأ وتعلم دائماً ولا تُوقف تعليمك على المدارس، فالقراءة مفتاح النجاح فمن يقرأ سيطور نفسه ويبدأ بالعمل ليحقق النجاح.

كل دقيقة ضيعتها من وقتك لن تعود مجدداً فالعمر يتناقص، فأحسن استغلال اليوم حتى لا تندم غداً. وأوقاتنا الضائعة يجب أن نستغلها جيداً إما بقراءة كتاب أو مساعدة محتاج أو عمل تجاري نستفيد منه، المهم أن لا تضيع أوقاتنا سدى.

«دمتم بحفظ الله».