Saturday 28/06/2014 Issue 15248 السبت 30 شعبان 1435 العدد
28-06-2014

لماذا عندنا؟!

كشفت إدارة مرور الرياض عن ضبط 69 مفحطاً، واحتجاز 227 سيارة، إضافة إلى ضبط 155 متجمهراً في مواقع التفحيط خلال أيام الاختبارات، وخبر متزامن يقول إن دوريات الأمن أطاحت بسعوديَّين ارتكبا جرائم سلب تحت تهديد السلاح بالرياض وعَثَرت بحوزتهما على أداة الجريمة وبعض المسروقات، وليس ببعيد عن الزمان والمكان فإن شرطة العاصمة المقدسة ممثلة في مركز شرطة القرارة قبضت على مخمور سعودي (27 عاماً)، إثر قيامه بسلب سبعة من العمالة عقب تهديدهم بالسلاح الأبيض، حيث يدَّعي إيصال العمال بسيارته الخاصة، كما نقلت الأخبار أن فرق البحث والتحري في مرور منطقة الرياض ضبطت خلال الفترة الماضية ثلاثة مفحطين أثاروا استغراب فرق المرور التي قبضت عليهم، فأحدهم فاجأ رجال المرور بطلب مساعدته على النزول من سيارته كونه بقدم واحدة والأخرى قدم صناعية، وذلك بعد بتر قدمه في حادث مروري سابق، والآخر اتضح أنه يعاني من إصابة في الساق ناتجة عن تعرضه لطلق ناري في مضاربة وقعت منذ فترة قصيرة، ولا يزال يخضع للعلاج، المفحط الثالث اتضح أنه يحمل قصاصة من إحدى الصحف تحوي مشاركة باسم والده في تقرير ينتقد ظاهرة التفحيط!.. أنا أرى أن كل هذه الأمثلة من الغريب والمستنكر حدوثها بيننا، ليس لأننا منزهون عن العيوب، وكيف ندّعي ذلك وهذه العيوب وأكبر منها يقترفها كل يوم أبناء مجتمعنا؟.. وليس لأنني أؤمن بمقولة (خصوصية مجتمعنا) فهي مقولة ساذجة نحيط بها ذواتنا كلما شعرنا بالعيوب تحاصرنا والمفاسد تجتاحنا في محاولة لتبرير ما حصل ويحصل بأنه حالات فردية نادرة في وسط اجتماعي مثالي له خصوصية فذة بين الأمم، في حين أن مجتمع الخصوصية يشهد كل ساعة حادثة متجددة ومعها يزيد إصرار البعض على خداع نفسه بادعاء الخصوصية والطهارة، والمؤلم أن يدَّعي البعض الآخر بأن مرد هذه الأحداث والجرائم هو ما يُسمى (البطالة)! هكذا (غالبيتنا) لا يمكن أن نكون واقعيين في تبرير الأشياء، يسكننا الخوف والاعتزاز المزيف بالنفس، والشعور الخادع بأننا قوم لا تغشانا الأخطاء والزَّلَّات، فالبطالة (كما يُقال) هي مجرد مشكلة يمكن للمرء أن يساعد أهله وذويه وحكومته في حلها، بمعنى أن يبدأ بنفسه بإيجاد حلول ولو مؤقتة، وستتحول مع الزمن إلى مستدامة بل ربما كانت تأسيساً لمشروعات ناجحة، المهم أن نبدأ، ثم لنسأل: لماذا عندنا هذه الأحداث دون الآخرين؟! هل عقولنا وأنفسنا من صنف آخر، هل نحن سلالات من غيرصلب آدم عليه السلام، هل أوتينا ميزة عن بقية البشر تمنحنا حق خرق الأنظمة والقوانين وإثارة الفوضى عند كل مناسبة وطنية، ولن أتحدث عما يحدث في المصايف والمواقع السياحية من بعض الفتيان، ولنقارن هذا بممارساتهم إذا سافرت هذه العقول إلى الخارج فيندر أن يحدث منها هذه الفوضى، وإن حدث فالنظام دونهم، إذاً هم يستهينون بأنظمة بلادهم، ومن يفعل ذلك فهو عديم الإحساس بالوطنية المخلصة، أعرف شاباً جامعياً يجلب الخضار من الأرياف ويكسب رزقاً جيداً، ومهندساً يعمل بوظيفة مؤقتة ويسكن شقة غرفة ودورة مياه، يقول السكن لي، لم أفتح فندقاً، هدفي أن أعيش بشرف، إنهم شباب القدوة الحسنة.

t@alialkhuzaim

مقالات أخرى للكاتب