Saturday 28/06/2014 Issue 15248 السبت 30 شعبان 1435 العدد

شعر

فِي بَيْتِ جَدِّكُمْ

لا تَلُمْنِي إِذَا نَسِيْتُ وُعُودِي

ذَاتَ يَومٍ مُقَصِّراً يَا حَفِيْدِي

فَاللَّيَالِي تَأْثِيْرُهُا فِيَّ يَبْدُو

سَالِباً فِي تَذَكُّرِي لِلْبَعِيْدِ

صِرْتُ مِمَّا جَرَى بِيَومِي وَأَمْسِي

خَالِيَ الذِّهْنِ خَاوِياً كَالبَلِيْدِ

حِيْنَ أَنْسَى وَعْدِي فَتَسْتَاءُ مِنِّي

فَلْتُمَرِّرْه حِيْنَ أَنْسَى وَعِيْدِي

وَتَأَكَّدْ بِأَنَّ حُبَّكَ نَبْضِي

وَشُعُورِي الحَرِيُّ بِالتَّأْكِيْدِ

هُوَ حُبٌّ أُحِسُّه فِي فُؤَادِي

وَبِرُوحِي وَمِنْهُمَا فِي وَرِيْدِي

مِثْلُ هَذَا وَفَوقَه لَكِ مِنِّي

فَاحْلَمِي يَا حَفِيْدَتِي وَاسْتَزِيْدِي

يُعْزَفُ السَّعْدُ فِي فُؤَادِي وَرُوحِي

حَيْنَ يَبْدُو بِعَيْنِ طِفْلٍ سَعِيْدِ

فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ الطِّفْلُ طِفْلِي

فَصَدَاه بِلا مَدَى أو حُدُودِ

إِنَّنِي مَا أَخْلَفْتُ وَعْدِي بِقَصْدٍ

لا وَمَا كُنْتُ بَاخِلاً بِنُقُودِي

فَانْتَظِرْ بَيْتُ جَدِّكُمْ سَوفَ يَغْدُو

رَوضَةً بَلْ يَفُوقُهَا بِالجَدِيْدِ

سَوفَ آتِيْكَ بِالمَرَاجِيْحِ كَيْمَا

تَتَسَلَّى تَأرْجُحاً كَالقُرُودِ

فَوقَ نُطَيْطَةٍ تَنَطَّطْ وَحَاذِرْ

عَثْرَةً فِي هُبُوطِهَا والصُّعُودِ

وَتَزَحْلَقْ كَمَا تُحِبُّ وَلَكِنْ

لا تَكُنْ دُونَ حَيْطَةٍ يَا حَفِيْدِي

يَا حَفِيْدِي وَقَدْ تَحَقَّقَ وَعْدِي

لا تَلُمْنِي إِذَا نَسِيْتُ وُعُودِي

لَكَ هَذَا وَضِعْفُه والأَمَانِي

أَنْتَ مِنِّي مَشَاعِرِي وَوُجُودِي

غَيْرَ أَنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَتَسَامَى

لا تَكُنْ فِي طُفُولَةٍ بِالعَنِيْدِ

فَتَرَيَّضْ سِبَاحَةً فَهْيَ أَجْدَى

مِنْ مَلاهِيْكَ فِي القِيَاسِ السَّدِيْدِ

مَسْبَحٌ دَارَةُ الغَضَا فِيه تَزْهُو

ظَلَّلَتْ دَوحَه ذَوَاتُ الجَرِيْدِ

مَلْعَبٌ يَحْفِزُ المُسِنَّ لِمَشْيٍ

إِنْ تَمَنَّى لِيَاقَةً كَالوَلِيْدِ

يَحْتَوِي بَيْتُ جَدِّكُم كُلَّ هَذَا

بَلْ وَفِيْه كُثَيِّبٌ مِنْ نُفُودِ

وَلَكُمْ فِيْه رُكْنُ رَسْمٍ وَرُكْنٌ

لِاطِّلاعٍ لِقَارِئٍ لِلْمُفِيْدِ

سَاعَةٌ تَلْعَبُونَهَا بِالمَلاهِي

وَارْتَقُوا مِثْلَهَا بِفِعْلٍ رشِيْدِ

حِيْنَهَا تَكْسِبُون إِيْقَاعَ حُبِّي

وَاشْتِيَاقِي بِدَارَتِي وَجُهُودِي

أو تُلاقُونَ يَا صِغَارِي انْصِرَافِي

عَنْ مُنَاكُمْ وغَضْبَتِي وَصُدُودِي

- د. عبدالرحمن عبدالله الواصل