Saturday 28/06/2014 Issue 15248 السبت 30 شعبان 1435 العدد
28-06-2014

الجرس الاجتماعي

أثار تبرع الملياردير الأمريكي بيل جيتس، الذي زار المملكة مؤخراً، جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية، ذلك لأن تلك الأوساط لم تعتد على أن تكون هناك مسؤولية اجتماعية، بهذا الحجم المنضبط، على الرغم من وجود 40 اسماً سعودياً على قائمة أغنى أغنياء العالم.

ليست هناك ثقافة محلية عنوانها المسؤولية الاجتماعية. كل المساهمات هنا تندرج تحت مسمى الصدقة، مع العلم أن معظم رجال الأعمال يعرفون أن هناك فرقاً شاسعاً بين الأمرين، لكنهم يظنون أنهم بذلك يضربون عصفورين بحجر واحد! ما شاء الله عليهم، لا يفوتهم في هذا الإطار لا الفوت ولا الصوت. كما لا يفوت عليهم أن بيل جيتس يعي وعياً كاملاً أن مستهلكي أجهزته وبرامجه في المملكة يشكّلون نسبة لا يُستهان بها في خارطة مستهلكي منتجات شركته، وأن مثل هذا التبرع سيعزِّز وجوده في ذهنيات هؤلاء المستهلكين الدائمين، الذين لا يتوقفون، بل يتسابقون لشراء المنتج الجديد، أي منتج جديد، في يوم نزوله للأسواق. وبعد هذا التبرع، سيتسابقون على احترام الشخص الذي ينتج منتجات محترمة.

ببساطة، لقد قدّم بيل جيتس درساً مجانياً لكل المستثمرين الذين يطرحون منتجاتهم بشكل يومي في الأسواق. لقد قال لهم:

- يجب أن تفهموا المسؤولية الاجتماعية بطريقة مختلفة. مثلي تماماً. ولذلك لكي يحترمكم المستهلكون ويحترموا منتجاتكم، ولكي يتسابقوا لشرائها.

والسؤال:

- هل استوعبتم الدرس؟! .

مقالات أخرى للكاتب