Monday 30/06/2014 Issue 15250 الأثنين 02 رمضان 1435 العدد

حكم أوروبي يضمن الخصوصيّة لن يضرّ بالابتكار

بقلم - ميشال فريشر:

يحق للمستهلكين «الزوال من الذاكرة» - أقلّه في الاتحاد الأوروبي. وقد صنّفت محكمة العدل الأوروبية شركة «غوغل» على أنّها مراقِبة معلومات، وأصدرت حكماً يرغمها على الاستجابة لمطالبات الأفراد بإزالة روابط إلكترونية توصل إلى معلوماتهم الشخصيّة.

وأكّدت «غوغل» في هذا السياق أنّ الأمر سينعكس سلباً على الابتكار، بيد أنّ هذه المزاعم لا تزال سابقة لأوانها. ويفسح الحكم المجال أمام الشركات لإرساء علاقات مربحة مع عملاء أوروبيين يرغبون في الحصول على خدمات تستند إلى مبدأ الخصوصية. ومن الضروري أن تنظر المؤسسات إلى الخصوصية على أنّها سوق ناضج آخر أصبح مستعدّاً للابتكار وقادراً على تحقيق مكاسب عالمية.

ويعود السبب إلى أنّ المخاوف الأوروبية هي في الواقع مخاوف عالمية. ومع صدور قرار محكمة العدل الأوروبية، ستضطر الشركات المتعددة الجنسيات إلى التنبّه للأماكن التي يقيم فيها عملاؤها، وإلى السلطات التي تحكمها، لتجنّب أيّ تبعات قانونيّة.

وإن شاءت الشركات استغلال الخصوصية لتعزيز أرباحها، فعليها أن تنظر إلى الأمور التالية:

- سوق جديد لخدمات الخصوصية: تعالج «غوغل» منذ الآن سلسلة طلبات إزالة معلومات أو مراجعتها من قطاعَي البث والموسيقى، إثر تسجيل انتهاكات للملكية الفكرية. والآن، تعالج الشركة بالمتوسط 10 آلاف طلب فردي يومياً باعتماد نموذج تقديم طلبات جديد متوافر عبر الإنترنت، ومن الضروري تدريب فريق عمل متخصصة على مراجعة هذه الطلبات.

ولم يتحدد بعد الوقع الاقتصادي للعمليّة على «غوغل» وغيرها من الشركات، ولكنه يفتح أمام خبراء الخصوصية سوق عمل جديداً تماماً.

- إدخال عاملين إلى قطاع الخصوصية: لا تقتصر الخصوصية على الوفاء بالتزامات قانونية، بل تشمل أيضاً فهم أنظمة الاتصالات، والقوانين، والمواصفات التشغيلية لقطاع محدد.

وفي هذا السياق، يجب أن تحذو الشركات حذو قطاع المعلومات الاستخباراتية، وتعزّز دور عاملي الخصوصية، كي لا يكونوا مجرّد مراقبين لمستويات الالتزام بالقوانين. وبالتالي، من الضروريّ أن تعمل على تدريب أشخاص على تقييم المخاطر، في سبيل رصد المعلومات الدقيقة وتقييم الروابط التي تجمع بين الفرق الأمنية في عهدتك، ونماذج الأعمال التي تعتمدها.

- الخصوصية كجزء من علاقتك بعملائك: تشير الاستطلاعات إلى انزعاج أميركي وأوروبي متزايد حيال كيفية استعمال الشركات للمعلومات حول المستهلكين، وحول دورها في مشاركة المعلومات الشخصية مع الحكومات، وحول نقل المعلومات أو بيعها إلى أطراف ثالثة من دون الموافقة على ذلك.

وستنجح الشركات التي تتعامل مع المعلومات حول المستهلكين باحترام في استقطاب عملاء جدد وأوفياء.

وبالتالي، أدخِل مبدأ حماية المعلومات في ثقافة شركتك، ودع عملاءك يشاركون في العملية. واستعمل لغة واضحة للتواصل حول كيفية حمايتها، واطلب تعليقات حول الموضوع.

وسيشمل الفائزون في الحقبة الرقمية كل من يعتبر الخصوصية استثماراً يضمن الأرباح ويفتح أسواقاً في أرجاء الكرة الأرضية.

- (ميشال فرايشر حائزة على شهادة دكتوراه، وقد عادت للتو إلى الولايات المتحدة من أوروبا، حيث كانت عالمة بحوث بدرجة «فولبرايت سومان» في جامعة «جنت» وجامعة مالطا.

وهي مؤلفة كتاب بعنوان «السياسة العابرة للأطلسي»، وآخر بعنوان «تحوّل النظام النقدي الدولي».)

موضوعات أخرى